أخبار محلية

خسائر الحزب جنوباً.. هذه الأسباب

الحدث - ميرا جزيني

تراجعت في اليومين الأخيرين حدّة الموجهات جنوبا بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، بعدما بلغت ذروتها منتصف هذا الأسبوع وأوقعت خسائر ملحوظة في صفوف الحزب، ناهزت الـ٥٠ عنصرا. وشغلت المعطيات عن ارتفاع الخسائر في الجولة القتالية الراهنة منذ ٧ تشرين الأول، حيّزا واسعا من الاهتمام السياسي والديبلوماسي.

وكان لافتا أن مسؤولين في الحزب، قبل غيرهم، بادروا إلى إثارة هذه المسألة باعتبار أنه لا يمكن تجاهلها أو القفز فوقها، بالنظر إلى أن الرقم غير قليل مقارنة بالخسائر التي لحقت به في حرب ٢٠٠٦، فيما لم تتأكد المعطيات عن تغييرات وتشكيلات أجرتها المقاومة في الأيام الأخيرة على مستوى قيادة الجبهة الأمامية في الجنوب بغية استدراك الأخطاء التي حصلت وأدّت إلى الخسائر الكبيرة.

وبات واضحا أن الجيش الإسرائيلي اعتمد على تكنولوجيا متقدمة أتاحت له استهداف هذا العدد من عناصر حزب الله، وهي طائرات درون متطورة، زوّدته بها على الأرجح الولايات المتحدة الأميركية، وتردّد أنها إما تعمل على استكشاف نبض الأفراد من أجل استهدافهم، أو تلك المعروفة بالدرون الحرارية أي المزوّدة بكاشف حراري وتعمل بالأشعة تحت الحمراء لرصد الهدف وتحييده. إلى جانب أن ظروف الميدان، ولا سيما اتّساع الجغرافيا الحربية التي أملت انتشارا واسعا لعناصر حزب الله بهدف تغطية أكبر قدر ممكن من ميدان المعركة (أكثر من ١٠٠ كيلومتر)، سهّل كذلك على الجيش الإسرائيلي استهداف المقاومة.

ومن الواضح أيضا أن الحاصل جنوبا هو أقرب من أن يكون حرب استنزاف بصيغة حديثة تجيدها الجيوش المُجهّزة بتكنولوجيا متطورة (الدرون في الحال القائمة) ولا تُضطرّ إلى الزجّ بجنود في الميدان، وهو أمر مختلف كليا عن مواجهات الالتحام المباشر حيث التفوّق هو حكما للقادر على خوض القتال غير التقليدي.

في الموازاة، تترقّب قيادة المقاومة التحرّشات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في غزة، والتي اعتمدت في اليومين الأخيرين صيغة توغلات برية، وهي على الأرجح نوعا من أنواع جسّ النبض في إطار التحضير لحرب برية تقوم على اجتياح القطاع بكامله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى