أخبار محلية

أبرز ما تناولته الصحف اليوم الثلاثاء ٢٤ / ١٠ / ٢٠٢٣

كتبت النهار

هل يمكن إقناع “حزب الله” بأن يتجنب ويجنب معه لبنان الوقوع في فخ حرب مع إسرائيل؟ نحن نعرف تماماً أنه قد يبلي فيها بلاءً حسناً على أرض المواجهة، لكنه، بعيداً عن الأماني، لن يربحها مهما فعل. فالحرب الإسرائيلية على غزة وحركة حماس لن تنتهي لمصلحة إيران وأذرعها في المنطقة. ومن يتابع عن كثب مواقف خصوم الولايات المتحدة كالصين وروسيا يدرك تماماً أن مواقفهما ملتبسة الى حدّ بعيد. يضاف الى ذلك أن الموقف العربي المركزي ليس في مصلحة مقاومة حماس ولا انخراط إيران وأذرعها كـ”حزب الله” في معركة مع إسرائيل. المعادلة أكبر من ذلك كله. فروسيا والصين، لأسباب عدة لا مجال للخوض فيها، لن تقفا مع إيران في حرب مصنفة بأنها تهدّد وجود إسرائيل ككيان. أما أميركا فقد وضعت علناً من خلال خطاب الرئيس جو بايدن الحرب التي تخوضها إسرائيل الآن ضد حماس، وربما غداً ضد إيران إن تورطت في مرتبة حرب أوكرانيا. أي إنها حرب استراتيجية مرتبطة بمستقبل قيادة الولايات المتحدة الدولية. وبالنسبة الى واشنطن لا تختلف الحرب التي تشنها إسرائيل الآن عن حرب أوكرانيا اليوم وتايوان غداً. كما أن المقاربة الأميركية للحربين الدائرتين والحرب المحتملة تقوم على عدم تكرار “خطيئة” اتفاق ميونخ لعام ١٩٣٨ الذي عُقد مع الدكتاتور النازي أدولف هتلر فشجّعه على المضيّ بالحروب التوسعية الى أن انفجرت الحرب العالمية الثانية.

بناءً على ما تقدّم، إن حرب غزة اليوم مختلفة عن كل حروب غزة السابقة. كما أنها مختلفة تماماً عن الحرب التي تورّط فيها “حزب الله” عام ٢٠٠٦. يومها بُنيت الحرب على حسابات سياسية أخطأ فيها “حزب الله” وإسرائيل، الأول عندما تسبب بها، والثانية عندما استخفّت بذراع إيران في لبنان.

هذه المرة لن تكون الحرب نزهة. ولن تشبه الحرب التي خاضها الحزب المذكور في سوريا ضد المعارضة السورية المدنية والمسلحة على حدّ سواء. هذه المرة سيكون “حزب الله” بمواجهة جبهة دولية واسعة تقودها الولايات المتحدة بتصميم واضح بعدم السماح بتهديد إسرائيل وجودياً.

إيران تعرف أن اللعبة خطرة جداً يمكن أن تفضي الى مواجهة كبيرة في المنطقة. واستخدامها لميليشياتها وأذرعها دونه عقبات وأمامه حدود من المهم عدم تخطيهما.

انطلاقاً ممّا تقدّم على القيادات السياسية في لبنان ولا سيما المسؤولين الرسميين، وفي مقدمهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن يرفعوا الصوت أقله في لقاءاتهم مع رسل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذين يلتقونهم باستمرار. ويجب أن تُبعث رسائل حازمة من المستوى السياسي اللبناني من خارج منظومة “حزب الله” المعروفة التوجهات تقول للأخير إنه ممنوع المجازفة بمصير البلاد لأي سبب كان، فلسطين وغير فلسطين. فلبنان أولاً وقبل أي شيء آخر في هذا العالم.

ومن جهة ثانية يجب على مسؤولين مثل وزير الخارجية عبد الله بو حبيب الذي يتعرّض هذه الأيام لحملة ضغوط ترهيبية أن يتحلى بشجاعة رفض توريط لبنان لأي سبب كان، وألا يلتفت إلا الى مصلحة لبنان.

إن مصلحة لبنان اليوم تقضي بعدم التورط في حرب لا من قريب ولا من بعيد. وتقضي بأن يتكون رأي عام واسع وعابر للطوائف. والأهم أن يكون شجاعاً بما يكفي لرفع الصوت بوجه المقامرين بمصير بلدنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى