أخبار محلية

مفاجآت مرتقبة لحظة احتدام المعركة البرّية

“ليبانون ديبايت”

لم تنجح “قمة السلام” التي انعقدت على عجل في القاهرة، في الحدّ من الإنزلاق السريع نحو الحرب في المنطقة، نتيجة مفاعيل “طوفان الأقصى” والحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة، خصوصاً وأن تصاعد العمليات في القطاع وارتفاع الحماوة على جبهة لبنان، تزامن مع التضارب في الإتجاهات التي أبرزتها مداخلات الرؤساء والمسؤولين العرب مع المواقف الغربية المنحازة لإسرائيل. وتكشف مصادر ديبلوماسية مطلعة، عن أنه، ووفق ما كان متوقعاً، فقد كان من الصعب أن توفر هذه القمة، أية عناصر تسمح بالحديث عن تهدئة قبل بدء المرحلة الثانية من العملية الإسرائيلية على قطاع غزة.

وما يعزِّز هذا المشهد، كما تقول المصادر لـ”ليبانون ديبايت”، هو التصعيد الميداني الإسرائيلي الذي استبق أي مقررات أو نتائج للمجتمعين من أجل التهدئة، بحيث طغى صوت الصواريخ الإسرائيلية التي استهدفت مدرسةً ومنازلاً ومدنيين في خان يونس، على ما عداه من خطابات ودعوات لوقف النار، وهو ما تقرأ فيه المصادر، إشارة الإنطلاق للمرحلة الثانية من الحرب الإسرائيلية، بكل ما تحمله من هواجس لجهة الإجتياح البري.

 

وفي معرض مقاربتها للتطورات في غزة وجرائم الإبادة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، تطرح المصادر أسئلة تتناول الأثمان الباهظة التي يدفعها المدنيون والأبرياء من الأطفال والنساء بشكلٍ يومي، وما إذا كانت الحركة قد أخذت في الإعتبار ردة الفعل الإسرائيلية المجرمة والتدميرية للقطاع وأهله، وذلك، عندما قرّرت حركة “حماس” القيام بالعملية النوعية في مستوطنات غلاف غزة.

وبالتالي، فإن المصادر تشير إلى نقاش بدأ يدور في الكواليس السياسية حول ما حقّقته عملية “حماس” وانتصارها على الجيش الإسرائيلي من جهة، بينما من جهة أخرى يواجه الفلسطينيون في غزة، وبشكلٍ منفرد، حرب إبادة تتجاوز مستوى ردة الفعل على “طوفان الأقصى”، خصوصاً وأن هذه الإبادة الواضحة من خلال قتل الأطفال والمدنيين والمرضى والجرحى والنازحين إلى المدارس والكنائس والمستشفيات، تتمّ برضى وموافقة المجتمع الدولي، بمعنى أن ما من ملجأ لهم يأويهم من صواريخ نتنياهو.

وعلى الرغم من أن الوقت الحالي هو للمقاومة والصمود، من غير الممكن، وكما تردف المصادر، التغاضي عن الأهداف والنقاط التي تحققت، أو النتائج التي لم تتبلور بعد في ضوء التباين من قبل الأطراف الفلسطينية في مقاربة مرحلة ما بعد دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة، واعتماده سياسة الأرض المحروقة.

إلاّ أن المصادر ترصد إشارات ورسائل ديبلوماسية غير مباشرة وضغط بالنار، ومفاوضات خارج الإطار المعروف، كالتي أدت إلى الإفراج المفاجىء من قبل “حماس” عن أسيرتين منذ يومين، وهو ما يعزِّز الإنطباع بأن مفاجآت عدة مرتقبة في لحظة احتدام المعركة البرية وامتداد شرارتها من غزة إلى لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى