أبرز الأخبار

نسبة التلوّث الجرثومي في نبع شمسين أكثر من 80% والفيروسات الفتّاكة تهدد 16 بلدة في البقاع… ووزارة الصحة “مش على السمع”!

Screenshot 20231013 182225

الديار – ندى عبد الرزاق

قام قسم مختبرات تحاليل المياه في مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة في البقاع بفحص عينات تم اخذها من مياه شمسين، فتبين ان النبع الذي يغذي حوالى 16 بلدة بقاعية ملوث بنسبة 80 في المئة من مياه الصرف الصحي؛ والمياه غير مطابقة للمواصفات الصحية، ما يعني انها لا تصلح للشرب ولا يمكن استخدامها حتى في أعمال الغسيل والجلي وحتى التنظيف. واظهر الاختبار ان المياه في منطقة البقاع الأوسط والتي تتغذى من هذا المنبع وبعض الابار الارتوازية الخاصة تحتوي على الجراثيم المضرة، القولونيات الاجمالية، القولونيات المتحملة والمكورات المعوية التي تتعدى نسبتها الحد الأقصى المسموح به.

أهمية هذا السائل!

يتفق الجميع على ان الماء أحد اهم الموارد الطبيعية الأساسية على هذا الكوكب، بحيث ان أكثر من 70 في المئة من سطح الأرض مغطّى بالمياه. والانسان على الرغم من وجود كمية كبيرة من الماء في جسمه فإنه يستهلك فقط حوالى 0.3 في المئة منه. ويستمر البشر في تلطيخ مصادر المياه المختلفة على الرغم من ان جزءا كبيرا من اجسادنا عبارة عن ماء. والتدنيس يحدث نتيجة النمو السكاني وتراكم النفايات الصناعية ومياه الصرف الصحي ومنتجات النفايات الأخرى.

كيف يحدث التنجّس!

يحصل توسّخ المياه عندما يتلوث الجسم المائي بالمواد الكيميائية او الكائنات الحية الدقيقة او عندما يختلط مجرى نهر او بحيرة او محيط او أي جسم مائي آخر بمواد خطرة مثل النفايات الصناعية، فتتدنّى جودتها مما يشكل خطورة على الصحة العامة وحتى البيئة وتصبح المياه غير آمنة للشرب والطبخ والتنظيف والسباحة وغيرها من الأنشطة، والملوثات المختلفة هي عبارة عن النفايات الصلبة والطفيليات والبكتيريا.

ويعتبر هذا السائل الشفاف ضروري للحياة ولا غنى عنه واهميته تأتي بعد اوكسجين الهواء كون الانسان يحتاج الى بضع ليترات منه يوميا. ويتدنس الماء بكل ما قد يغير طبيعته، بحيث ان أي تأسن في المكونات الكيميائية والفيزيائية والحيوية يعد تلوثا ويؤدي الى خلل في النظام الايكولوجي للمياه فتصبح ضارة ومؤذية عند استعمالها او تفقد من قيمتها الاقتصادية خاصة مواردها من الثروة البحرية أي الأسماك والاحياء المائية.

مصادر التلوث

في شأن جرثومي متصل، قالت الطبيبة في الصحة العامة ليا أبو نعوم لـ “الديار”، “يتمرغ الماء عن طريق المخلفات البشرية او النباتية او الحيوانية او الصناعية او الكيميائية او المعدنية التي تقذف في المسطحات المائية من محيطات وبحار وانهار. وهذا التلطخ قد يمتد الى المياه الجوفية بطريقة او بأخرى نتيجة لتسرب مياه المجاري ومياه التصريف اليها بما فيها من ميكروبات ومركبات كيميائية”.

التلوث الجرثومي
في شأن صحي متصل، شرحت أبو نعوم موضحة، “ان التلوث يعني وجود كائنات حية دقيقة وطفيليات مسببة للأمراض تؤثر في نوعيتها وسلامتها، والأدواء المنقولة بالماء كالكوليرا والتيفويد والروسنتاريا. وتجدر الإشارة إلى أن المياه الطبيعية سواء كانت سطحية او جوفية يصيبها التلوث الجرثومي عن طريق مخلفات الانسان والحيوان بسبب رميها في المجال الطبيعي ضمن شروط سيئة ويصبح استهلاك هذه المياه امرا ضارا وخطرا على المجتمع بأكمله لذلك يجب اخضاع المياه للمعالجة قبل توزيعها في الشبكة العامة كإجراء احترازي لان مياه الشبكة قد تتعرض للتلطخ من جديد. اما عن الامراض الجرثومية المرتبطة بالماء فقالت: “يعتبر الجهاز الهضمي للإنسان والحيوان الخزان الأساسي للجراثيم القاتلة التي تنقل بواسطة الماء”.

الكائنات الممرضة
وتابعت، “اما الكائنات الحية الممرضة التي تسبب امراضا تنتقل الى الانسان بسبب تلوث مياه الشرب او المياه المستخدمة في الأغراض المنزلية فهي: البكتيريا، السالمونيلا، الشيجيلا، فيبويو كوليرا وشبيهاتها، البكتيريا العنقودية الممرضة، بيرسينيا انتيروكوليتيكا، ليبوسبيريا، ميكوباكتريام تيوبر كلوسيس، ليجونيلا نيوموفيلا، ايكولاي”. وتطرقت الى أنواع الفيروسات وهي: “الفيروسات المعوية، الطفيليات، البروتوزوا، الديدان المتطفلة”.

مصلحة الأبحاث تؤكد وتنفي!
في شأن متصل، أشار أحد موظفي مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة في اتصال عبر “الديار” الى ان “العينة التي اخضعت للاختبار ثبت انها غير مطابقة للشروط الصحية”. وتابع مفصلا، “اما بالنسبة للعينات التي تصل إلى مختبراتنا فنحن غير مسؤولين عن المصدر أو كيفية أخذ او تعبئة المادة أو إذا كانت من مياه الخزان المخصص للشرب او من مكان آخر؛ لذلك فإن دورنا يقتصر على فحص كل المواد التي نستلمها من المواطنين أو عن طريق بلديات المنطقة ومن كافة المناطق البقاعية ونفحص حوالى الـ 300 عينة يوميا. وبناء على كل ما تقدم، أظهر التحليل ان العينة التي مصدرها مياه شمسين تحتوي على الجراثيم وغير مطابقة للشروط الصحية وبالتالي غير صالحة للشرب وذلك على مسؤولية الشخص الذي اتى بالمادة”.

على خطٍ موازٍ، أوضح مصدر في بلدية برالياس لـ “الديار” قائلا، “قمنا بفحص مياه بلدتنا وتبين انها ملطخة وهذا الامر كنا على علم به لذلك نحاول معالجة المياه لان آبار برالياس آسنة واختلطت معها مياه الصرف الصحي. وأشار الى ان الابار في المنطقة هي السبب الرئيسي في التلوث وليست مياه شمسين فقط. لذلك بدأنا بالمعالجة عن طريق الكلور ونراقب بدقة المياه ونقوم بفحصها بصورة دائمة واخذنا عينات للتأكد من صحتها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى