أبرز الأخبار

بيئة حزب الله هدف مشروع لاسرائيل

قد يبدو من السابق لأوانه الحديث عن مفاوضات بين الدول المعنية في الحرب الاسرائيلية على حماس في قطاع غزة، فالخطاب الاسرائيلي العالي السقف والزخم الفلسطيني بعد نجاح ألوية حماس في اقتحام غلاف غزة يوم السبت الماضي، يؤكدان أن الحرب ماضية أقله لاسابيع ريثما تُعيد الحكومة الاسرائيلية بعض التوازن والثقة التي فقدتها أمام الرأي العام المصدوم بأرقام القتلى والاسرى والمفقودين.

ولكن ما هو لافت بالنسبة للكثير من الخبراء العسكريين والمحللين، التصويب على بيروت كعاصمة راعية لهذا الهجوم، اذ لم تنفك وسائل الاعلام الغربية والاسرائيلية على التأكيد بأن سيناريو حماس الذي تم تطبيقه في غزة رسمته ايران عبر الحرس الثوري في بيروت حين استضاف حزب الله حماس والجهاد في مناطقه الآمنة وحضَّرَه مع كبار ضباط الحرس الثوري وعلى رأسهم قائد فيلق القدس اسماعيل قآآني الذي يتخذ من بيروت هذه الايام مقرا له بهدف التنسيق مع الوحدات القتالية بحسب ما تشير وسائل اعلام غربية وتحديدا الاميركية منها. تصوير لبنان على أنه الحديقة الخلفية للسيناريوهات التي تُعدها ايران في المنطقة هو حرب عليه وان كانت بوسائل ناعمة اختبرها اللبنانيون قبل أعوام ويعيشونها اليوم في ظل وضع اقتصادي منهار وقلق دائم من اشتعال الجبهة الجنوبية بأية لحظة، وهو ما قد نلمسه في وقت قريب ان استمر التصعيد في غزة ودخلت الاسلحة الثقيلة الى الميدان وتطلب ذلك فتح الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، عندها نكون امام واقع مرير يصعب التكهن في مستقبله.

في الرسائل العسكرية التي وصلت الى جهات رسمية وحزبية لبنانية، تأكيدات غربية بأن المطار والمرافئ الحيوية في البلاد وشركات النفط ومعامل الكهرباء التي تعمل، كلها أهداف ستقصف من قبل الطائرات الحربية الاسرائيلية، اضافة الى مؤسسات حكومية ومرافق حيوية من جسور وأنفاق. ولكن الاخطر من ذلك هو توسيع بنك الاهداف المرتبطة بحزب الله. ففي حرب تموز تحملت الضاحية الجنوبية لبيروت وزر الحرب وتم تدمير أكثر من سبعين في المئة من بنيتها التحتية ومؤسساتها، فيما تؤكد اسرائيل عبر بريدها الدبلوماسي الغربي، أن غاراتها ستشمل مناطق أُخرى قد تكون بيئة حاضنة لحزب الله وهي بيئات موزعة على المتن وجبيل وغيرها من المدن المختلطة. وفي البريد أيضا تحذيرات من استعمال القنابل المحرَّمة دوليا والقادرة على ترميم أحياء وتستعمل اليوم وبأطنان في قطاع غزة، أما تداعياتها فكثيرة خصوصا وأنها تسبب الامراض الخبيثة التي تفتك بالانسان لاحقا.

في مقاله الاخير في معهد واشنطن للدراسات يتحدث مساعد وزير الخارجية الاميركية السابق دايفد شينكر عن عدم جدوى استراتيجية الجيش الاسرائيلي “جز العشب” وهي استراتيجية الجولات القتالية المحدودة الزمن ضد حزب الله حيث تُحاكي من خلالها الحكومة الاسرائيلية سيناريو افتراضي يقوم على توجيه ضربة قوية مكثفة إلى قدرات الحزب العسكرية الاستراتيجية، وتعتمد على ممارسة الضغط على حزب الله باستخدام القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية والدبلوماسية، شرط عدم تدحرج الأمور إلى حرب مفتوحة. فبرأي شينكر لم تعد هذه الاستراتيجية ناجعة بل تؤخر بشكل متزايد معالجة المشكلة والتي تكمن برأيه بوكلاء ايران في المنطقة وهم مشكلة استراتيجية بالنسبة لإسرائيل عليها أن تركز عليهم أكثر من تركيزها على برنامج طهران النووي، وبالتالي فان الامور قد تتدحرج أكثر نحو الاسوأ خصوصا ان دخلت المنطقة في مفاوضات جدية حول سلاح ايران النووي وما قد يترتب عليه من تنازلات ثقيلة من قبل الطرفين قبل الجلوس على مائدة المفاوضات الدسمة، عندها يُصبح التهديد الذي أطلقه المستشار العسكري لقائد فيلق القدس “أحمد كريم بور” عام 2017 بأن بلاده ستدمر اسرائيل في غضون 7 دقائق و 30 ثانية، في حال تعرضت ايران لاي اعتداء مجرد “أقوال لم يُخلدها التاريخ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى