أبرز الأخبار

سيناريو يُهدّد المؤسسة العسكرية… هل يتكرّر مشهد الإنقسام؟

“ليبانون ديبايت”

الصورة القاتمة التي تحيط بالمشهد اللبناني لا زالت تزداد سوادًا مع كل يوم يزيد من عمر الفراغ الرئاسي بما ينبئ بالأسوأ، لا سيما على مفترق الطريق الخطر الذي سنصل إليه في بداية العام الجديد مع انتهاء ولاية قائد الجيش، فهل سنكون أمام السيناريو الذي مرّ به لبنان وشهد على إنقسام المؤسسة العسكرية في حقبة سابقة وهذه المرة من باب الأمن الذاتي؟

يقرأ الكاتب والمحلّل السياسي سركيس أبو زيد بتأنٍ المرحلة الراهنة بعد المستجدات المتعلقة بنعي الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيرى أنّ “المرحلة الحالية لا تحمل أي جديد لا سيما بعد أن تبيّن أن أعضاء الخماسية غير متفقين فيما بينهم وإن كان هناك حوارات إقليمية إلّا أنها غير محسومة النتائج إلى اليوم”.


أما داخليّا، فيلفت إلى “تفكك على مستوى الدولة والمجتمع، مع أفول بوادر الحل، لذلك يصنّف دعوة الرئيس بري إلى حوار بأنها جاءت في هذا الإطار ، لكن لم يتم التجاوب معها لأنه ليس هناك من نية لايجاد حل، ويعتبر أن الخلاف على التعابير بين جلسات ودورات متتالية ما هو إلّا تعبير عن شعور الجميع أنه ليس هناك من حل، لا سيما أن لا أحد من الافرقاء مقتنع أن هناك حل”.

لذلك يعتبر أنّ “الرئيس بري يرمي بالحجة عليهم من خلال دعوته إلى الحوار، مع العلم أنه يعلم تمامًا أنّ لا نتيجة حتى لهذا الحوار، لافتاً إلى استياء كبير عند الرئيس بري من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لأنه لم يتجاوب مع الدعوة”.

ويشدّد على أنّ “الاتصالات السعودية الفرنسية موجودة منذ فترة ولكن لا شيء جدي حتى الساعة قد نتج عن هذه اللقاءات، لذلك يرجّح أن لا تكون المبادرات قد إنتهت فكل الامور مطروحة ومنها المبادرة الفرنسية الخاصة برئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لكن النية بعدم إيجاد حل في المرحلة الراهنة يجمد كافة هذه المبادرات”.

ويتطرّق إلى “عجز الجميع عن تأمين الأكثرية التي تخوله أن يسوّق الحل الذي يريده، ولبنان يدفع ثمن التأزم الاقليمي والدولي بالاستعصاء في إيجاد الحل، ويأسف لأن القوى السياسية غير جدية وغير مسؤولة ليكون لديها قدرة على إنتاج حل من أجل انقاذ البلد من الأسوأ”.

ويتّهم المسؤولين أنه “من أجل تعبئة الفراغ يدلون بتصاريح لإلهاء الناس ويضيعون الوقت، لأنّ النظام القائم والتركيبة الطائفية لم تعد تساعد على إيجاد الحلول المنطقية”.

ووسط هذا الواقع يشير أبو زيد إلى “مسألة هامة هي هجرة اللبنانيين بموازاة موجات كبيرة من النزوح السوري إلى لبنان مما يخلق واقعًا جديدًا ولا يستطيع أحد حل هذا الأمر لأنه يوجد قرار دولي وأوروبي حولها”، لافتًا إلى أنّه “كلما طال الفراغ تزداد الأزمة الإقتصادية المالية كما تزداد أكثر مع موسم الشتاء والمدارس”.

كما يتطرّق أبو زيد، إلى “صمود المؤسسة الامنية حتى اليوم فلن يكون يكون برأيه أمد هذا الصمود طويلاً حيث بدأت هذه المؤسسات تتآكل وهو ما سيؤدي إلى الخراب، متسائلًا إن كانت مؤسسة الجيش ستبقى موحّدة مع اقتراب نهاية ولاية قائد الجيش ليكون العماد جوزاف عون هو آخر قائد جيش وينقسم الجيش كما إنقسم سابقاً من باب الأمن الذاتي الذي يبشّرنا البعض به، فكل الإحتمالات واردة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى