أبرز الأخبار

إرباكٌ كبير يخيِّم على الدائرة اللصيقة بقائد الجيش

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

من دون سابق إنذار، تصدّر قائد الجيش العماد جوزف عون لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية، وكأن البلاد خلت من الشخصيات السياسية والإقتصادية القادرة على تولّي المهمة الصعبة في سدة الرئاسة، وإنقاذ لبنان من جهنم “العهد السابق”.

بدايةً، لا بدّ من إعادة سرد ما قاله نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، عن إلزامية التعامل مع قائد الجيش على أساس أنه مرشّح، دون إقحام المؤسسة العسكرية في زواريب السياسة والإنتخابات، لما تمثّله من صمام أمان للجميع دون استثناء.

ليس صحيحاً كما يُشاع أن الجنرال عون هو المرشّح التوافقي الوحيد على الساحة الرئاسية، وإذا كان الرئيس نبيه برّي يقوم بمناورة سياسية عنوانها ترئيس قائد الجيش، فهذا لا يعني أن “حزب الله” وافق على السير بالجنرال، ومن المعروف أن برّي لا يتخطّى حليفه في القضايا الإستراتيجية، ورئاسة الجمهورية أحداها.

ثقة “حزب الله” بقائد الجيش، وإن كانت متوافرة، إلاّ أنها منقوصة، وذلك مردّه إلى أمرين إثنين، الأول يتمثّل بما حصل مع الرئيس السابق ميشال سليمان، الذي بعد أن كان الدافع لرئاسته هو موقف سوريا و”حزب الله”، إنقلب لاحقاً إلى المعادلة الخشبية، والأمر الثاني هو العلاقة الوطيدة بين جوزف عون والولايات المتحدة الأميركية، ولا سيّما عبر رئاسة أركان القيادة الوسطى للجيش الأميركي، الأمر الذي لا يطمئن “حزب الله” بل العكس.

ورغم أن قائد الجيش أعلن قبل أيام، عدم اهتمامه برئاسة الجمهورية، إلاّ أن الحقيقة غير ذلك كلياً. وتكشف المعلومات أن إرباكاً كبيراً يخيِّم على الدائرة اللصيقة بقائد الجيش، خصوصاً بين من يتولون الوضع الإعلامي، ممّا اضطر العماد عون خلال لقائه نقابة الصحافة، أن يصرّح أنه ليس معنياً بملف الرئاسة، ولم يتكلم أحد معه بهذا الشأن.
تصريح الجنرال مردّه إلى الطفرة الإعلامية التي سادت الأسبوعين الأخيرين، حيث أضحى الضخّ الإعلامي مركزاً على ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، ما استدعى ردوداً سلبية ضده في بعض وسائل الإعلام، وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، وهذا ما دفعه إلى إطلاق هذا الموقف.

يصحّ القول إن قائد الجيش، ورغم تبنّي ترشيحه من قبل دولة قطر، لكنه ليس المرشّح الوحيد الموضوع على الطاولة الدولية والإقليمية، وما تشهده مشاورات اللقاء الخماسي حول لبنان من تباينات في وجهات النظر، يؤكد أن صعود الدخان الأبيض ليس قريباً، وأن أحداً من المرشّحين لا يملك الأفضلية على الآخرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى