أبرز الأخباربأقلامهم

وداعاً “ألممانعة”/ المحامي لوسيان عون

المحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

مبروك للبنان تنازله عن ٢٤٥٠ كلم مربع من مساحاته البحرية بين الخطين ٢٣ و ٢٩
مبروك رضوخه لشروط الاسرائيلي – الأميريكي هوكشتاين
مبروك تنازله عن اي حق في حقل كاريش
مبروك لتنازله عن تمسك الجيش اللبناني بالخط ٢٩
مبروك لعقد اتفاق جيو – سياسي مع دولة إسرائيل التي كان من قبل يعتبرها ” عدوة”
مبروك لاقراره واعترافه بحدودها البحرية معه
مبروك لاعطاء إسرائيل فرصة العمر لتحقيق اسرائيل الكبرى واستثمار اعماق بحارها وغازها ونفطها ( وربما غازنا ونفطنا معاً) واستثمار مئات مليارات الدولارات مما ستجنيها لتسليحها ونموها وانتعاشها الاقتصادي والعسكري
مبروك ل ” المقاومة” التي تصفق وتهلل وتبارك لهكذا اتفاق قوامه اعتراف بحق ” مغتصب لفلسطين المحتلة” باستغلال ثروات ” كيان مغتصب”
مبروك لتنازل ” المقاومة وتعهدها بعدم اطلاق طلقة واحدة بعد حدودنا المستحدثة على” الكيان الغاشم المحتل ” وطمأنته الى الابد بحراً وبراً دون انتزاع مكسب واحد لنا…..
مبروك هذه الصفقة المذلة التي ستسكت حربنا مع ” العدو ” الى الابد لان بعد اليوم لن يعود لنا ذريعة لقصف سفينة تنقيب او حقل او منشأة لهذا ” العدو” الغاشم الذي كشفت التطورات انه اذكى ممن يتبجحون بدحره وتحرير ارضه ورميه في البحر في حين ضمنتم له استثمار ثروته البحرية لخمسمائة عام بعد اليوم.
أما بعد،
وتبعاً لاعتراف لبنان ومقاومته بحق الاسرائيليين باستثمار ثروات الفلسطينيين من حقول نفطية وغازية ، واستثمارها في التسلح وتعزيز قدرات ” العدو”
فلم يعد من داعٍ للمقاومة لتحرير الارض والمياه والكيان العبري بعد اليوم….
أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله،
واعطوا فرصة للجيش اللبناني لحماية تلك الحدود التي هللتم وصفقتم لتثبيتها بعد طمأنة إسرائيل باعترافكم بها…
ولندع اولادنا يعيشونا بسلام برعاية دولية هي التي فرضت هذا التوافق بينكم وبين العدو الذي سيحكم الترسيم ويفرض عليكم هدنة طالما بقي ذاك ” العدو” يستحلب مئات المليارات من نفط فلسطين وغازها وثرواتها.
واعلموا ان لم تكن تدرون ما سجله التاريخ منذ نكبة فلسطين انه اما هدنة طويلة واما حرباً شاملة…. وفي معرض الاتفاق ( الترسيم) وما خلف كواليسه تطبيعاً مقنعاً لانه كرّس سلاماَ دائماً ثابتاً بعيداً عن الحروب الشاملة على قاعدة : إستخراج الغاز مطلب اميريكي – دولي شامل وحاجة دولية تتطلب الاستقرار فممنوع زعزعته تحت وطأة القضاء على مسبب الضرر والايذاء.
في المحصلة، لبنان وضع على سكة التطبيع ، وتبقى المعركة بين المتسابقين والمزايدين بموضوع الفضل في إحقاق السلام، وأسبقية من يخاطر بالتوقيع عليه اولاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى