أبرز الأخبار

حلفاء سوريا يتصارعون و”الحزب” ينتظر جوابا من دمشق

بقدر ما يبدو حزب الله متحمسا لإنتخابات بات واضحا انها ستوسع الكتلة النيابية المؤيدة له من الطوائف والمذاهب الاخرى، مع استبعاد اي خرق شيعي وان حصل لن يقتصر على واحد، بقدر ما ينهكه التوفيق بين حلفائه الذين بلغت خلافاتهم وانقساماتهم اوجها قبل شهرين على موعد الاستحقاق النيابي.

فبعدما كانت هذه الخلافات والانقسامات منحصرة الى حد بعيد بحليفيه الرئيسيين “أمل” و”التيار الوطني الحر”، تمددت مؤخرا لتطال حزبي “القومي” و”البعث” اللذين يشهدان انقسامات حادة، كما لتلفح العلاقة بين “البعث” والنائب جميل السيد.

وقبل يومين على اغلاق باب الترشيحات، لم يتحدد مصير المقعد الشيعي الذي يشغله حاليا السيد واعتاد تاريخيا ان يكون ل”البعث”. فبعدما كان الصراع عليه محصورا بين الأمين العام الجديد ل”البعث” علي حجازي والسيد، توسع قبل ايام ليطال ايضا النائب السابق عن “البعث” عاصم قانصو الذي قدم ترشيحه بوجه حجازي طامحا لتولي هذا المقعد مجددا.

وبحسب المعلومات، فان حزب الله لن يتخذ اي قرار بهذا الشأن، لجهة الشخصية التي سيضمها الى لائحته في بعلبك- الهرمل، وهو ينتظر جوابا من القيادة السورية بهذا الخصوص، لتكون هي التي تحسم اسم المرشح. علما انه وبحسب مصادر واسعة الاطلاع الخيار محصور بين السيد وحجازي، باعتبار ان الحزب كما القيادة السورية يعتبران انه من السهل الطلب من قانصو سحب ترشيحه لحساب اي مرشح آخر.

وتشير المصادر الى ان كل المساعي والجهود التي بذلت لرأب الصدع داخل المنزل “القومي”، سواء من قبل دمشق او حزب الله، باءت بالفشل. لذلك سيدعم حزب الله النائب اسعد حردان الذي سيضمه الى لائحته في دائرة الجنوب الثالثة (النبطية- بنت جبيل- حاصبيا-مرجعيون) كما سيدعم مرشحي رئيس “القومي” الحالي ربيع بنات في باقي الدوائر.

وللمفارقة ان حزب الله الذي ظل يراضي خواطر “أمل” و”الوطني الحر” طوال الاعوام الماضية، تفاجأ هذه المرة بليونة الطرفين بالتعامل مع الاستحقاق الحالي. وتقول المصادر ان التفاهم الانتخابي هو العنوان العريض لعلاقة امل- الوطني الحر الحالية، بحيث تقرر ان يخوض الطرفان الانتخابات على لوائح موحدة في ٨٠٪؜ من الدوائر وحيث هناك افتراق يتم اما بالتعاون والتنسيق كما هو الحال على الارجح في الجنوب الثالثة او باطار منافسة منخفضة السقف كما هو الحال في الجنوب الاولى.

وتعتبر المصادر ان حزب الله المطمئن جدا لوضعه الانتخابي ويترقب ان يتوسع عدد النواب السنة المقربين منه من ٥ الى ٨ اضافة لنائب او ٢ درزيين، يبدو ممتعضا من التضعضع في صفوف حلفائه وبخاصة من عدم تجاوبهم مع مبادراته ومساعيه، ما ادى لرضوخه مؤخرا للواقع الحالي والانكباب على التعامل معه انتخابيا بما يؤدي لحد ادنى من الخسائر.

وبالرغم من حديث خبراء انتخابيين عن كتلة نيابية وازنة ستكون لحلفاء دمشق في برلمان ٢٠٢٢ من القوميين والبعثيين والعلويين والاحباش وغيرهم، فالارجح ان تشتت هذه القوى وانقساماتها الحادة ستطيح بأي فرصة لها لزيادة حجمها ودورها ونفوذها برلمانيا وحتى خارج قبة البرلمان.

الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى