أبرز الأخبار

جنبلاط ناقم على “الحلفاء” ولا يمانع السير بهذا المرشح

الكلمة أونلاين
بولا اسطيح

صحيح ان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط قرر عمليا التقاعد سياسيا بتسليم نجله رئاسة الحزب “التقدمي الاشتراكي” قبل أشهر. لكن لا هو عرف كيف يبتعد عن السياسة ولا عرفت السياسة كيف تتخلى عنه. بين المختارة وكليمنصو لقاءات واجتماعات لا تنتهي. وها هو يستعد الاربعاء للقاء المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان للاطلاع على ما سيحمله. وان كان لا يرى حلا سريعا في الافق نتيجة عدم اتفاق الدول اعضاء اللجنة الخماسية على رؤية موحدة لحل الازمة اللبنانية وبالتحديد على اسم واحد يسوقونه كمرشح تسووي. فبحسب المعلومات تسير معظم الدول التي تتشكل منها اللجنة بقائد الجيش العماد جوزيف عون كرئيس تسووي في وقت لا تزال المملكة العربية السعودية مصرة على عدم تبني اي ترشيح او اتخاذ اي موقف حاسم بما يتعلق بالملف اللبناني.

وليس ما نقل عن النائب تيمور جنبلاط مؤخرا عن انه لا يزال متمسك بترشيح الوزير السابق جهاد أزعور الا بمثابة تأكيد على انسجامه مع المسار العام بالملف الرئاسي لجهة تمسك كل طرف بالمرشح الذي صوت له في الجلسة الاخيرة التي تمت الدعوة اليها لانتخاب رئيس. لكنه بنهاية المطاف كما رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وبخلاف رئيسي “القوات” و”الكتائب” ليس مستعدا على الاطلاق للسير به مرشح كسر وفرض. فالعونيون كما الاشتراكيون، وعلى حد تعبير احد نواب “التيار”، ما كانوا ليصبوا كل اصواتهم لصالح أزعور لو كان لديه فرصة للفوز في الجلسة ال١٢، “لان البلد لا يحتمل فرض رئيس لا يسير به “الثنائي الشيعي”. لكن وبخلاف باسيل يبدو جنبلاط، الاب كما الابن مستعدان للسير بأي لحظة بعون مرشح تسوية حالما تنضج الظروف الخارجية.

وتقول مصادر سياسية مواكبة عن كثب للملف الرئاسي:”المعركة حاليا واضحة المعالم وهي في هذه المرحلة معركة قاسية بين سليمان فرنجية وجوزيف عون. هي ستشتد شراسة من هنا حتى نهاية العام. لندخل بعدها ومع تقاعد قائد الجيش مرحلة جديدة قد تكون المواجهة فيها بين فرنجية واسم ثالث”.
وتعتبر المصادر انه “وبعكس ما يروج له البعض وبخاصة “التيار” لجهة ان حزب الله بات مقتنعا بوجوب ان يبدأ بالتفكير بمرشح ثالث، هو اليوم متمسك بفرنجية اكثر من اي وقت مضى. وليس تسريب لقاء رعد-عون الا ورقة للضغط على باسيل”.

ويُدرك وليد جنبلاط ان اللعبة الرئاسية ابعد بكثير من الحدود اللبنانية. فحتى الحديث عن امكانية موافقة باسيل على السير بفرنجية باطار المقايضة التي يروج لها العونيون، لا يمكن فصله، وفق بيك المختارة عن التطورات الاقليمية والدولية المتسارعة، اي ان اي قرار يُتخذ في هذا المجال سيحتاج ظروفا خارجية غير ناضجة بعد. نقمة جنبلاط الأب على باسيل والكيمياء المفقودة بين الرجلين على حالها وان لم نقل ان الهوة تتسع بينهما مع مرور الوقت. لكن استياءه ممن يفترض انهما كانا حليفيه اي سمير جعجع وسامي الجميل بلغ مؤخرا مستويات غير مسبوقة. فلا هو يفهم اصرارهما على رفض الحوار من دون طرح البدائل لحل الازمة ولا هو يستوعب تصديهما لعمل مجلسي النواب والوزراء.. هو يصف الآداء في هذين المجالين بالعبثي، كما يعتبر ترويج البعض لمعادلة ان الفراغ افضل من وصول مرشح “الثنائي” جنونا…

يُتقن جنبلاط القفز على الحبال. يتمترس في موقع يخوله راهنا الانتقال حين يريد الى اي ضفة تخدم مصالح حزبه وطائفته.. اما ما يحكى عن خلاف مع نجله في مقاربة الكثير من الملفات وابرزها الرئاسة، فليس بحسب عارفيه الا طريقة مبتكرة لتوزيع الادوار بينهما..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى