أبرز الأخبار

الحزب خائب: فرنجية يرفض التحالف مع باسيل

رفض سليمان فرنجية كل مطالب حزب الله بتأمين تحالف انتخابي مع جبران باسيل. ذهب بعيداً في الرفض. لن يشارك في إنقاذ خصمه المسيحي الذي لم يترك وسيلة للضغط عليه خلال سنوات العهد العوني الخمسة الماضية.
لكنّ حزب الله استمرّ في محاولاته، جاهداً لحفظ ما تبقّى من ماء وجه حليفه العوني في “دائرة الرؤساء”، وهي دائرة الشمال الثالثة بحسب التقسيم الانتخابي. لكنّ المحاولات باءت بالفشل، بسبب إصرار رئيس تيار المردة على موقفه من رئيس التيار الوطني الحرّ.

لذلك لجأ الحزب إلى الخطّة “ب”، وهي تجميع أصوات “بالمفرّق”، لحماية مقعد باسيل في البترون، بـ”إجبار” الحزب السوري القومي الاجتماعي على انتخاب الصهر المدلّل، وعلى تجميع أصوات السُنّة المتحالفين معه في الكورة. و”الإجبار” لأنّ “أساس” علم بوجود جوّ من الامتعاض داخل “القومي” من طلب حزب الله. لكنّها “آخر خرطوشة” يُطلقها الحزب لإنقاذ باسيل، بفارق أصوات لا يبيّن “عجزه الشعبي”.

مصادر بنشعي لا ترى “أسباباً جديّة تستدعي التحالف”، وتقول لـ”أساس”: “لو كنّا نريد الاتفاق مع باسيل لَما كنّا بحاجة إلى وسيط، ولا يوجد ما يستدعي التحالف، لذا لن نتوافق، بوساطة حزب الله أو من دونها”. وتسأل بسخرية: “لماذا يتحالف معنا باسيل وهو يعتبرنا فاسدين؟!”.

 

الخلاف بين المردة والحزب

تأتي محاولات الحزب أيضاً في إطار لمّ شمل حلفائه، لتقوية موقفه السياسي على الساحة المحلية. ما يؤكّد أنّ ما بين الحزب وباسيل من تقاذف مواقف وتلاسن من وقت لآخر هو خلاف ظاهري لا يرقى إلى مستوى الخلاف الحقيقي، “فهو تبادل للأدوار”، فلا هذا يتخلّى عن ذاك والعكس صحيح. أمّا الحقيقي فهو “الخلاف الباطني” بين الحزب وفرنجية، وذلك على خلفيّة مواقف عديدة، تسمّيها المصادر بـ”التراكمات”، ومن أبرزها:

– تمسّك حزب الله بترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية بدلاً من فرنجية.

– تحالف فرنجية مع بطرس حرب في انتخابات 2018 النيابية.

– موقف فرنجية من الحياد وزيارته بكركي مؤيّداً، خلافاً لرأي حزب وموقفه.

– الخلاف على القانون الانتخابي الذي كان فرنجية يريده أن يكون وفق صوتين تفضيليّين في القضاء، فيما التيار والحزب أراداه صوتاً واحداً.

– ترك فرنجية حريّة الخيار لجورج قرداحي، ولم يسمِّ أحداً آخر ليحلّ مكانه، بعكس موقف الحزب الذي أراد جمع أكبر عدد أصوات مؤيّدة له في الحكومة لدعم قراراته.

– وآخر هذه المواقف رفض فرنجية طاولة الحوار التي يدعمها الحزب لتعويم الرئيس ميشال عون.
“العوني” لا يقبل الحزب؟

تقول عضو لجنة الشؤون السياسيّة في المردة ميرنا زخريا عن تدخّل الحزب بطلب من باسيل من أجل جمعه بفرنجية: “يبقى هذا الطلب بيد فرنجية، إنّما في الوقت ذاته لا يغيب عن أحد أنّه مرّت أكثر من خمس سنوات على رئاسة عون ولم يتبقَّ سوى أشهر قليلة، ولا أظنّ أنّه ترك نافذة للالتقاء والتوافق مع تيّاره بعد كلّ ما خبرهُ تيار المردة من انتقاد واستفراد”. وتعلِّق زخريا، في حديث لـ”أساس”، على الخلاف الظاهري بين باسيل وحزب الله، وتحديداً مواقف باسيل الأخيرة من تفاهم مار مخايل، بقولها: “هذه المواقف وشبيهاتها أصبحت الخبز اليومي لمعظم التصريحات التي يدلي بها معظم نواب ووزراء التيار الذين لا ينفكّون يهدّدون بفكّ التحالف مع الحزب. ومن غير المقبول إلباس اتفاق مار مخايل ثوباً غير ثوبه، وتحويله من اتفاق ثنائي إلى اتفاق جماعي، ثمّ إظهاره وكأنّه ساهم في “مواجهة إسرائيل وداعش”، إذ إنّ عدوّ لبنان من المسلَّمات المذكورة في الدستور، وتنظيم داعش دخل لبنان بعد سنوات من الاتفاق. أمّا تصوير التفاهم على أنّه “منع الاقتتال الداخلي”، فالجميع يذكر التحالف الرباعي الذي حصل قبل اتفاق مار مخايل، والذي جمع حينذاك أبرز الأحزاب التي كانت منقسمة عمودياً من 8 و14 آذار تحت شعار منع الاحتقان المذهبي بهدف ضبط الوضع”.

وتضيف أنّه “استناداً إلى ما سبق من وقائع، فإنّه لا يجوز بعد اليوم التفتيش عن انتصار وهمي تحت راية “ما خلّونا” التي وصلت شظاياها إلى اتفاق مار مخايل. فالجميع من دون استثناء مسؤول عن بناء الدولة، وكلّ طرف تكون نسبة مسؤوليّته بحسب حجم مشاركته ونفوذه في المجالس الإدارية والتشريعية والتنفيذية”.

وتؤكّد أنّ “هذا التفاهم هو اتفاق سياسي بين حزبين لبنانيّين جعل جمهور الأوّل يقبل بالثاني وبجمهوره بعدما كان رافضاً له كلّيّاً. فالوقائع هنا أيضاً تؤكّد أنّ المزاج المسيحي تجاه حزب الله لم يتغيّر إلا عند التيار لا أكثر ولا أقلّ، فلا القوى الأخرى البعيدة عنه اقتربت ولا القريبة منه ابتعدت بعد توقيعهما الاتفاق، والتغيير الأوحد حصل عند مؤيّدي التيار، وإذا كان التيار، بعد مرور 15 عاماً على اتّفاقهما، ما يزال عند كلّ استحقاق يحتاج إلى شدّ العصب المسيحي، فهذا يدلّ على أنّ المسيحي العوني إلى اليوم لم يقبل بحليفه الشيعي”.

القومي والقوات

لا ينفي رئيس الكتلة القومية الاجتماعية النائب أسعد حردان وجود مساعٍ لجمع “القومي” والتيار” في تحالف انتخابي واحد في دائرة الشمال الثالثة، وفي الوقت نفسه لا يؤكّدها، ويكتفي بالقول لـ”أساس”: “لم تكتمل صورة التحالفات بعد، والقوى السياسية تعمل وفق مصالحها، ونحن أيضاً سنرى أين مصلحتنا ستصبّ، وعلى أساسها سنقرّر، فالجميع يسعى.. لكنّنا ننتظر ما سيحدث، ثمّ سنصرّح بموقفنا”.

بدوره، يؤكّد مرشّح القوات اللبنانية في البترون غيّاث يزبك أنّ “وضع القوات اللبنانية جيّد جدّاً في دائرة الشمال الثالثة، مقلع الصوّان وأحد مقالع القوات، استناداً إلى إحصاءات ودراسات موضوعية، وليس إلى عواطف”. وتعليقاً على محاولات حزب الله تعويم باسيل، يشدّد يزبك في حديث لـ”أساس” على أنّ “الانتخابات هي حصاد، والذي يزرع الريح يحصد العاصفة، وعندما يصل الشخص إلى مرحلة متقدّمة من الغيّ والاعتزاز بالنفس، وتزيد فيه كميّة الجشع والتسلّط على كلّ شيء، عندئذٍ يدمّر كلّ ما حوله ويدمّر ذاته وعلاقاته مع أصحابه، فلا يعود صديقاً موثوقاً به ولا خصماً شريفاً. و

هذه المواصفات تنطبق على باسيل اليوم. ولذلك هو بحاجة إلى كلّ عوّامة وكلّ ورقة تين وقشرة وحبّة زبيب ليعوّم نفسه. وقد يتمكّن من تعويم نفسه بهذه الطرق، لكن لن يستعيد ثقة الناس به، وعندئذٍ سيكون الفوز بطعم الخسارة أو بسواعد الغير، علماً أنّنا إذا عرّيناه من التحالفات، وهي من خارج بيئته المسيحية، نجد أنّ حجمه أصغر بكثير ممّا هو عليه”.

 

يتابع يزبك: “تقول الأنباء اليوم إنّه ذاهب إلى التحالف مع “القومي” بعد الفشل في “تلزيق” العلاقة بينه وبين المردة. هكذ يتوجّه إلى خطّ الدفاع الثاني، حيث يمون حزب الله، المجبور فيه. لكن كلّما طالت هذه المناورات أغرقته أكثر، وما الإسفاف في الخطاب السياسي للجيوش الإلكترونية للتيّار إلا دليل توتّر وعدم ثقة”.

ويتوجّه يزبك إلى الناس عبر “أساس” برسالة مفادها أنّ “كلّ هذه الأصنام قابلة للتحطيم بالوسائل الديموقراطية من خلال صناديق الاقتراع، وبالخيارات الصحيحة والتصويت الكثيف، وذلك حتّى نستطيع نقل لبنان من جهنّم إلى بداية سلوك طريق الهدوء والاستقرار”.

يتعلّق باسيل إذاً بـ”قشّة” قومية، هو الغريق في البترون، حبث لا أصوات شيعية تسبح به إلى شاطىء مجلس النواب الجديد.

اساس ميديا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى