أخبار دولية

أزمات المقاومة تتواصل بلا توقف في لبنان

معتز خليل

بات واضحا للجميع إن وجود حركة حماس في لبنان وفي ضوء ما يجري بمخيم عين الحلوة يهدد العلاقات بين اللبنانيين والفلسطينيين ، خاصة وأن اللبنانيين يدركون أن هناك فرص عديدة من الممكن استغلالها من أجل تحقيق المكسب الاقتصادي المتميز والرفاهية ، وهو ما لم يتم خاصة في ظل التصعيد الحاصل في مخيم عين حلوه وسقوط الكثير من القتلى الآن.
اللافت إن كل هذه الأحداث تتزامن مع زيارة قام بها اللواء ماجد فرج إلى لبنان ، وهي الزيارة التي شابها ثلاث نقاط رئيسية وهي:
1- ان اللواء فرج طلب لقاء مع زياد النخالة امين عام حركة الجهاد الإسلامي لبحث مقاطعته لاجتماع الأمناء العامين في العلمين، والتهدئة في مخيم جنين وشمال الضفة، ولكن النخالة رفض هذ الاجتماع، واكتفى بمكالمة هاتفية رفض خلالها أي مفاوضات مع اللواء فرج قبل الافراج عن جميع معتقلي الحركة والفصائل الاخرى في سجون السلطة.
2- بات واضحا إن هناك حالة اعترت قيادات حزب الله من جراء هذه الزيارة، وإيصالها رسالة احتجاج قوية الى نظيرتها حركة “فتح” في لبنان ورام الله، وتحذيرها من خطورة أي تدخل من قبلها في منظومة المقاومة داخل المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان.
3- أساس الغضب الحاصل من حزب الله هو توجس الحزب من أن الهدف الرئيسي لزيارة ماجد فرج إلى لبنان هو ضمان عدم تهريب السلاح أو تقديم المخيمات لأي مساعدات عسكرية للفصائل في الضفة الغربية ، خاصة مع وجود معلومات بقيام بعض من القيادات في هذه المخيمات بإرسال الأسلحة إلى عناصر المقاومة في الضفة الغربية.
مهام أخرى
اللافت إن قراءة المنصات الإعلامية التابعة للمقاومة تشير إلى أن زيارة ماجد فرج كانت لتحقيق عدد من الأهداف بينها :
1- ترتيب الوضع داخل القيادتين العسكرية والسياسية لفريق السلطة في لبنان
2- الترتيب يشمل وضع السفارة الفلسطينية ومعالجة الشكاوى ضد السفير أشرف دبور.
3- هناك معلومة تتمثل في حضور اللواء ماجد فرج من أجل القيام بمقايضة مع السلطات اللبنانية، حيث يُعرض فيها ضبط السلاح المتفلّت في المخيمات الفلسطينية وتسليم جميع المطلوبين للدولة، مقابل أن تضيّق بيروت على النشاط السياسي والعسكري لحركتَي حماس والجهاد الإسلامي.
4- المعلومات المتوفرة تشير أيضا إلى أن فرج انتقد سياسات نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، المسؤول الفعلي عن جناح الحركة في الضفة الغربية، والذي تحمله إسرائيل والسلطة، المسؤولية عن تمويل مجموعات المقاومة في الضفة بالمال والسلاح.
رساله لبنانية
عموما سعت بعض من الصحف الموالية للمقاومة للتأكيد على أن فرج لم يحصد من زيارته سوى وضع تصوّر غير منطقي لتحقيق أهدافه ، حيث ناقش خطة لتوحيد أجنحة حركة فتح ولو بالقوة، وناقش من جهة ثانية، الطريقة الأفضل لضبط القوى الإسلامية في المخيم.
وفي هذا الصدد تقول صحيفة الأخبار في تقرير لها نصا : “رغم أن فرج يعرف، من داخل المخيمات ومن خارجها، أن أي معركة مفتوحة بين فتح والإسلاميين ستنتهي سريعاً بطرد فتح، لم يبد مهتماً بهذه النتيجة، بقدر ما كان همه منصبّاً على وقوع الفتنة، وهو ما لم يكن ممكناً أن يحصل مع حركتَي الجهاد وحماس اللتين ترفضان أي مواجهة في مخيمات لبنان أو داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. لكنّ فرج، لا يعنيه من الأمر، سوى رفع منسوب التوتر مع القوى الإسلامية، لاعتقاده بأن ذلك، سينعكس توتراً بين قواعد فتح من جهة وقواعد حماس والجهاد في الضفة الغربية، وقطع أي نوع من التواصل بين قواعد الجهتين، خصوصاً أن المعطيات التي زوّده بها العدو تؤكد أن قسماً كبيراً من الشباب الفلسطينيين المنخرطين في عمليات المقاومة داخل الضفة، هم من شباب فتح وقواعدها.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى