أخبار محلية

إلى المرشحين للرئاسة… هكذا تغلبون سليمان فرنجية

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني
مع تكويعة فرنسا عن دعم ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وتقديمها تعهداً بأن تتعاطى مع الملف الرئاسي بموضوعية تامة وأن تكون على مسافة واحدة من الجميع دون الخوض في لعبة الأسماء، يسأل كثيرون “متى يخرج فرنجية من الحلبة الرئاسية”؟

بدايةً، تعكس الأجواء المحيطة بالوزير فرنجية أن الرجل ليس بوارد التراجع أو الإنسحاب، ويرى أن حظوظه لا تزال قائمة بفرنسا أو بدونها، حتى أن فرنجية من المؤمنين بأن غيره من المرشحين، لا يتمتع بالجدية نفسها ولا يمتلك قوى سياسية متمسكة به على غرار تمسّك الثنائي الشيعي وحلفائه به.

الأمر المحسوم، هو أن “حزب الله” لن يطلب من فرنجية التراجع. حارة حريك باقية على موقفها ووعدها لفرنجية، وكل الظروف المستجدة، لن تغير في واقع الحال شيئاً. حتى بعض القريبين من الحزب يعتبرون أن فرنجية دخل في معادلة “الوعد الصادق” وعندما يعد السيد حسن نصر الله لا يخلف.

وحدها فرنسا خارجياً والرئيس نبيه برّي داخلياً، بإمكانهما الحديث مع فرنجية عن التراجع أو الإنسحاب، مع ضمان إدخاله في التسوية وأن يكون شريكاً ومساهماً في وصول الرئيس الجديد. بعكس ما حصل عام 2016 عندما خرج فرنجية من اللعبة السياسة عند وصول العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة.

لكن لتكن الصورة واضحة، ترشيح فرنجية يرتبط بأمرين أساسيين بالنسبة للحزب، الأمر الأول، هو رغبة الحزب وإصراره على العمل لإيصال فرنجية إلى رأس السلطة كونه المرشح الذي يشكل الضمانة للحزب.

والأمر الثاني هو أن ترشيح فرنجية واستمراره، له هدف هام هو منع إيصال المرشحين المرفوضين من الحزب. وعلى سبيل المثال، كيف يمكن لميشال معوض أو جهاد أزعور أو حتى قائد الجيش أن يفوزوا بالرئاسة بوجود فرنجية. حتماً لا أحد يمكنه العبور نحو بعبدا طالما لم ينسحب فرنجية.

في أحد تصريحاته، أشار أمين عام الحزب إلى أن الضمانات التي يريدها الحزب لا تتعلق بشعارات وبيانات ولا بالبرامج الإنتخابية للمرشحين، بل ترتبط مباشرة بشخص المرشحين، وهنا تكمن قوة فرنجية أنه الشخص الذي يريده الحزب ويثق به.

لذلك ما يريده “حزب الله” هو رئيس بمواصفات أميل لحود وميشال عون وطبعاً ليس ميشال سليمان، الحزب يريد رئيساً يختلف معه في الأمور السياسية الداخلية لكن لا يخطئ في القضايا الاستراتيجية، الحزب يريد من لا يطعن بالمقاومة ولا يمسّ بها، ويريد رئيساً يراعي السلاح المرتبط بالمقاومة ويعمل في سبيل استراتيجة دفاعية تراعي المقاومة وسلاحها، غير ذلك سيبقى لبنان بلا رئيس حتى إشعار آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى