أبرز الأخبار

إليكم حقيقة انتشار جماعة “قربان” المرعبة في لبنان!

يغالون في تعظيم علي بن أبي طالب إلى درجة العبادة ويسمّون أنفسهم بجماعة “القربان” نسبة إلى “قيام أفرادها بالانتحار” قرباناً لـ”الإمام علي” وهي وفق العديد من المصادر الصحفية أحدث مجموعة دينية تتعرّض للملاحقة في العراق تحديداً في محافظة ذي قار، لاحقاً أعلنت وزارة الداخلية اعتقال عدد من أعضائها خلال شهر أيّار بتهمة “الانحراف”.

فما صحّة هذه المعلومات عن جماعة “القربان” العراقية الموصوفة بالمخيفة وغريبة الأطوار؟ وهل امتدّت فعلاً إلى لبنان؟

 

عند البحث عن الجماعة من خلال محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، ستحصل على مئات مقاطع الفيديو والأخبار التي تصفهم بأنهم “مجموعة مرعبة”. نشطاء عراقيون قالوا إنّ: “تسمية “القربان” تعود إلى “حمدان الشاكري” وهو شخصية معروفة في الأوساط الدينية الشيعية في محافظة ذي قار، قتل كما يعتقد بحادث سير خلال ممارسته شعائر زيارة الإمام علي بن موسى الرضا في إيران. أمّا عن أعدادهم، فتتضارب المعلومات ويكشف البعض أن العدد يتراوح ما بين 500 إلى 1000 شخص فقط في المحافظة العراقية فرّ معظمهم إلى جهات مجهولة بسبب حملات الاعتقال التي طالت 5 من رفاقهم.

 

مصادر عراقية مقيمة في لبنان وعلى اطلاع بنشاط الحركات الدينية الموصوفة بالمتطرفة أكّدت أنه، “كل ما يُشاع عن الجماعة من انتحار لعائلات كاملة عبر القرعة وعراة أو عادات غريبة لا يمتّ إلى الواقع والحقيقة بصلة”، وأشار إلى أنّ، “الجماعة هي جزء من حركة قديمة تسمّى “علي اللاهية”، أي المؤمنون بألوهية الإمام علي بن أبي طالب، أقدس أئمة المسلمين الشيعة”.

 

وعن نوعية الأشخاص الذين ينتمون إلى الجماعة قالت المصادر: “هم مجموعة من الشباب الفقراء ومحدودي الدخل محبين للإمام على وآل بيته، يلتقون في مواكب “الشور” أي مواكب العزاء حيث يقوم المنشدون فيها بترديد الأناشيد المعروفة بـ “اللطميات” الدينية ويتابعهم المعزون وهذا ما يعكس حبنا للإمام علي ولآل بيته الكرام على مدار السنة”.

 

لم تنف المصادر بأنّ جماعة “قربان”، “يمارسون الكثير من العنف في الشعائر خاصة خلال شهر محرم، ولكنها تشدد على أنّه، “عنف موجّه ضد النفس وليس الآخرين اطلاقاَ، ويكون عبر اللطم بعنف غير تقليدي على الوجه والصدر تأثرا باللطميات الدينية وخلافاً لما يشاع ليس عبر الانتحار وإراقة الدماء في صفوف العائلات والشباب”.

أما عن انتشارهم في عدد من دول العربية التي توجد فيها الطائفة الشيعية أو وصولهم تحديداً إلى لبنان نفت هذا الكلام وشدّد على أنّ، “الجماعة موجودة في منطقة ذي قار العراقية فقط ولا تواصل مع بلدان أو شباب من بلدان أخرى”.

 

أما في لبنان، رُصدت في الأيام الماضية ظاهرة غريبة تتعلق بحادثة انتحار في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، عندما أقدم الشاب علي عصام فرحات من بلدة كفر رمان والعائد من كندا، في 29 حزيران/ يونيو الفائت، على رمي نفسه عارياً من منزله الواقع في الطابق الثالث لتتبعه بعد أقل من 24 ساعة زوجته فاطمة التي أصيبت بكسور ورضوض من دون أن تفارق الحياة ما فتح باب الشكوك نحو توغّل جماعة “قربان” إلى لبنان وبين الشباب الشيعي تحديدا.

 

من جانبه كشف الشيخ ياسر عودة أنه، “حتى الآن اعترافات زوجة المنتحر التي أدلت بها داخل المستشفى تدلّ على أنهم منخرطين في نشاط المجموعة عبر الطقوس التي مارسوها”، وأضاف، “مع الأسف الشباب اليوم يغرر بهم”.

وبخصوص توغل هذه الجماعات داخل البيئة الشيعية لفت إلى أن، “المشكلة ليست عند الطائفة الشيعية ككل ولكن عند الشيعة الإمامية”، وتابع، “تأثيرها محدود حتى الآن ويمكن ضبطه على كافة الصعد”.

في الأجواء العامة لدى هذه الجماعات ونشاطها والأسلوب المعتمد فسّر عودة أنه، “يتم من خلال تفلت الأمور لدى بعض رجال الدين والبعد عن الاحتكام إلى القرآن الكريم واعتماد إخاديث دينية عن أهل البيت منسوبة و”مكذوبة” لا تمت للواقع الديني بصلة”، وقال: “من خلال هذه الأخطاء، نقتل، نسبي وننهب بإسم الخرافات والكرامات التي تؤثر بشكل مباشر على عقول الشباب”.

مع اقتراب ذكرى محرّم المعروفة ب “عاشوراء”، نقل بعض الأهالي مخاوفهم خلال جولة على عدد من الأحياء خاصّة الفقيرة والتي يعاني بعض شبابها من التسرب المدرسي بالانخراط في هذه المجموعات في حال بدأت تزاول نشاطها في لبنان، فيما روى بعض السكان أيضا عن مجموعة من الخطوات التي ستنفذ داخل هذه الأحياء والهدف الأساسي منها هو تثقيف الشباب دينيا للحد من انتشار الأفكار والخرافات التي تثير مخاوف المجتمع الشيعي عبر قلة قليلة من الجهلة وفقاً للأهالي الذين أصروا على أن الطائفة “مش ناقصها” إشاعات وفبركات تزج شبابها بشكل خاص في دوامة الجهل وقلة الإيمان ما يعكس صورة سلبية عن المجتمع الشيعي.

مالك دغمان
الكلمة اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى