أبرز الأخبار

لقاء بين الرياشي وفرنجية في الأشرفيّة!

في تشرين الثاني من العام 2018، عُقد لقاء مصالحة بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، بمسعى من البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، وقد بدأ اللقاء بمصافحة رسمية بين الجانبين، ادت الى تخفيف الاحتقان في الشارعين، والى فتح صفحة جديدة بين الفريقين المسيحيين. فبدأ التحسّن في العلاقة نوعاً ما، بعدما كان الانسجام السياسي بينهما متباعداً وفي سبات عميق، لكنه استفاق بطلب ملّح من البطريرك الذي كان وما زال يتمنى إجراء المصالحة المسيحية على مختلف الاصعدة، لتصبح العلاقة على الخط المستقر، اي البعيد عن النزاعات والتشنجات والخطابات النارية، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة بهدف تبريد اجواء الشارع.

مصادر الطرفين تؤكد ان الخلافات التي حملت في طياتها حقداً دفيناً في الماضي تغيّرت اليوم، واصبحت قابلة لفتح صفحة جديدة، خصوصاً ان الخلاف السياسي تمحور حول نظرة كل منهما الى لبنان وتركيبته وسياسته، وبات الانقسام في المبادئ والاسس. لكن اليوم ثمة سياسة ارادتها الظروف المتشنجة، فكان الاتجاه نحو فتح صفحة جديدة مع اعداء الامس، خصوصاً ان فرنجية لطالما اكد انه نسي الماضي بهدف جمع المسيحيين، كما ان جعجع لم يعلن رفضه في اي مرة لهذا المشهد السياسي، الذي لطالما انتظره المسيحيون الذين شبعوا الحروب الداخلية فيما بينهم، اذ كانت النتيجة وصولهم الى الهلاك.

الى ذلك، تضيف المصادر، لم تتوقف اللقاءات بين مسؤولين من الطرفين، خصوصاً بين النائبين الصديقين ملحم الرياشي وطوني فرنجية، اللذين اجتمعا منذ فترة في فندق بمنطقة الاشرفية، في حضور الوزير السابق يوسف سعادة، وجرى بحث في كيفية متابعة هذا التواصل والحوار بين معراب وبنشعي. مع الاشارة الى انّ مشاركة فرنجية، في واجب تقديم العزاء قبل ايام بالضحيتين هيثم ومالك طوق في بشري كانت لافتة جداً، فيما غاب بعض المسؤولين الحزبيين المقربين من خط المعارضة وتحديداً الخط “القواتي”، وهذا ما اعطى دفعاً لفرنجية على قيامه بهذه الخطوة.

وفي هذا الاطار، لفتت مصادر الطرفين الى ان لقاءات تسجّل منذ فترة بين مسؤولين من معراب وبنشعي، والمطلوب على الاقل الوصول الى وضع سليم تحت سقف المصلحة الوطنية العليا. وألمحت الى ان بشائر نأمل بروزها على الساحة المسيحية، مع رفض الطرفين الغوص بالاسئلة، بحيث يبقى التعاون قائما خصوصاً في القضايا التي يمكن لجميع الاطراف التعاون بشأنها، والمتعلقة باستعادة الدور المسيحي وترسيخ العلاقات الودّية بين الفريقين. ولفتت المصادر المذكورة الى ان الجرّة السياسية لم تعد مكسورة بين الفريقين، واللقاءات قائمة لتقريب المسافات.

رئيس جهاز التواصل والاعلام في حزب “القوات اللبنانية” شارل جبور اشار لـ “الديار” الى انّ التواصل طبيعي بين “القوات” و”المردة”، وعلاقة النواب بين بعضهم حدودها الزمالة، وبالنسبة الينا العلاقة مع الوزير السابق سليمان فرنجية قائمة على الاحترام والتقدير، لكن الموضوع الرئاسي خارج البحث والنقاش، وهذا أمر معروف، فهنالك مشكلة مع الفريق الممانع، اذ لا يمكن القبول أن ينجح في إيصال مرشحه الى الرئاسة، لان الرئيس التوافقي مطلوب.

في غضون ذلك، اعتبرت مصادر مسيحية، أنّ اي تقارب بين الاطراف المسيحية من شأنه ان يؤدي الى انفراج على الساحة المسيحية، التي تتخبط وتعاني من تشتت وتباعد، خصوصاً في ملف الاستحقاق الرئاسي، والمطلوب التوافق وتوحيد الكلمة اقله في القرارات المصيرية الهامة، آملة ان يتحقق هذا التقارب في هذه المرحلة الدقيقة والخطرة، التي يعيشها لبنان واللبنانيون والمسيحيون بصورة خاصة.

صونيا رزق- الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى