أبرز الأخبار

مقتل ابن بشري في القرنة السوداء ينذر بفتنة مع الضنية … ما هي خلفيات النزاع المزمن ؟…

 

عمر ابراهيم – التحري نيوز

اعاد مقتل ابن بشري هيثم طوق اليوم برصاص قناصة مجهولين في منطقة جرود القرنة السوداء المتنازع عليها بين ابناء الضنية وبشري التذكير بقيضة عمرها عقود ، وما تزال تنتظر قرارا نهائيا من السلطة يوقف نزيف الدم المستمر ويجنب البلاد خطرا لا يحمد عقباه. ويمكن القول ان قضية النزاع المزمن بين أبناء بشري وبقاعصفرين ـ الضنية على الهوية الجغرافية للقرنة السوداء وملكية الأراضي المحيطة بها، قد اخذ خلال السنوات الماضية اشكالاً متعددة خصوصا مع بداية كل فصل صيف، حيث تنذر التطورات المتكررة باستمرار الأزمة وتفاقمها إلى حد يصعب معه التكهن بنتائجها السلبية، في ظل غياب المعالجات الرسمية وعدم إيجاد الحلول الناجعة لهذه المعضلة، ومحاولة البعض استغلالها بالسياسة واعطائها أبعادا طائفية ومناطقية. وكما هو معلوم، فإن القرنة السوداء تعتبر اعلى قمم لبنان وتحتوي خزاناتها الجوفية على كميات كبيرة من المياه، وهي لذلك تكتسب اهمية خاصة بالنسبة لأبناء المنطقتين الواقعتين على كتفيها، الامر الذي تسبب سابقاً بحصول العديد من الاشكالات الامنية والسجالات الحادة التي تتضمن تهديدات وتحريض طائفي على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر بيانات ومواقف لبعض السياسيين والحزبيين. فمع كل فصل صيف تشهد تلك المنطقة توترات بين ابناء المنطقتين على خلفية تعديات على ″نباريش″ المياه التي يستخدمها اهالي جرد النجاص بقضاء الضنية في ري اراضيهم الزراعية، او بسبب شكاوى اهالي بشري من تعديات مماثلة على ثلاجات المياه، وهي امور تؤدي سنويا الى تأزم الوضع ووصوله في بعض الاحيان الى حافة الانفجار الامني. وكانت الدولة اللبنانية اقرت قبل سنوات عدة إنشاء مشروع بحيرة عطارة في المنطقة للاستفادة من المياه الجوفية وتأمين مصدر للمزارعين لري اراضيهم، وبدأ قبل سنوات العمل عليه، إلا ان اعمال الحفر توقفت من دون معرفة الاسباب، ما دفع المزارعين من أبناء المنطقتين الى اعتماد اساليب بدائية في تأمين المياه، من خلال تركيب ″نباريش″ لسحب المياه من الثلاجات الموجودة في المنطقة، الامر الذي خلق سجالات واعتراضات عدة. وتشير مصادر مطلعة الى ان البعض يسعى الى فرض امر واقع لوضع يده على تلك المنطقة لما تكتسبه من اهمية على الصعد كافة لا سيما السياحية، علما ان كل المعيطات تشير الى ان هذه المنطقة تتبع لقضاء الضنية، الا ان ايا من المسؤولين لم يبادر الى حسم هذا الجدل وتحديد هوية المنطقة لمنع تحولها الى قنبلة قد تؤدي الى فتنة، وهو ما يطرح تساؤلات عن المستفيد من ابقاء هذه القضية وعدم معالجتها؟. وتشهد هذه المنطقة على الكثير من الأعمال المخلة بالامن وآخرها كان اطلاق نار على قطيع ماشية يعود لابناء الضنية وكذلك اطلاق نار ترهيبا على اشخاص من الضنية ايضا كانوا يتفقدون اراضيهم، قبل أن يفجر مقتل الشاب اليوم القضية على نحو كبير ، خصوصا ان كل المعطيات المتوفرة تشير الى أنه تعرض لاطلاق نار من قناصة ، ما دفع الجيش الى إرسال طوافات للمنطقة ونشر المزيد من عناصره بحثا عن مطلقي النار. ولاقت هذه الجريمة ردود فعل من المنطقتين، لكن الخوف يكمن في حصول اعمال انتقام ما قد يذهب بالأمور الى مكان آخر ويصعب من فرص المعالجة او ايجاد تسويات وفق ما اشار مصدر مطلع لموقع ” التحري نيوز” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى