أبرز الأخبار

رواية تقاطع أنطون صحناوي مع “الثنائي الشيعي”

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

أنطون صحناوي، الإسم الذي لم يعد بإمكان صاحبه الإختباء خلف متاريس “سوسيته جنرال”، ولا داخل الخزنات التي تحفظ ملايين الدولارات، والتي هي أصلاً من نصيب المودعين الذين فقدوا جنى عمرهم في بنوك لبنان، ومنها SGBL.

على عكس رغبته، باتت سيرة أنطون صحناوي على كل شفة ولسان، حتى في الزواريب السياسية والمعارك الرئاسية والحملات الإعلامية، نرى صحناوي حاضراً، وبقوة، على خط الإصطفاف الرئاسي بين محور الممانعة وقوى المعارضة.

يصرّ صحناوي على أن يكون له نصيب من “العهد الجديد”، الرجل يحتاج إلى كمّ يؤمن له الغطاء السياسي والقضائي والتشريعي، فالسياسيون يحمونه ليكون لهم المموِّل في حملاتهم الإنتخابية، وبعض القضاة يريدهم لحمايته من دعاوى المودعين بحق مصرفه، والنواب يحضنهم ويموّلهم كي يشرّعوا القوانين التي تتناسب مع مصالحه المالية والنقدية.

وآخر المحطات التي برز بها صحناوي، كانت في تصريح الصحافي غسان سعود، الذي، وفي إطار ردّه على منتقدي التقاطع بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” على جهاد أزعور، إعتبر سعود أن “الثنائي الشيعي” يتقاطع مع صحناوي على سليمان فرنجية، وهذا بحدّ ذاته شبهة تفوق كل الشبهات.

لتصويب الأمور ووضعها في إطارها الطبيعي، فإن “الثنائي الشيعي” لم يتقاطع مع صحناوي لا مباشرةً ولا عبر وسطاء، كل ما في الأمر أن صاحب SGBL يتقاطع مع مصالحه وغاياته ويشتري من يمنحه الشعور بالأمان في المستقبل.

في بداية الإستحقاق الرئاسي، كان صحناوي وراء ترشيح النائب ميشال معوض، والأخير يُعدّ أحد أبرز النواب المموّلين من صحناوي على غرار آخرين كُثر كجان طالوزيان وراجي السعد وإيهاب مطر، وغيرهم من النواب “الصقور” في أحزابهم كالحزب التقدمي الإشتراكي والكتائب و”القوات اللبنانية”.

وكما جاء على لسان وليد جنبلاط، فإن صحناوي طلب منه تبنّي ترشيح معوض خلال سهرة جمعت وليد جنبلاط ومعوض وصحناوي على يخت الأخير قبالة السواحل الفرنسية. وقامت “القوات” والكتائب بتبنّي ترشيح معوّض بـ”مَونة” صحناوي.

لكن عندما سقطت ورقة معوض “الرئاسية”، تخلّى صحناوي ممثَّلاً بنوابه عن قوى المعارضة، وقفز مسرعاً إلى مركب الوزير السابق سليمان فرنجية المرشح من “الثنائي الشيعي” وبوساطة مباشرة من رجل الأعمال اللبناني جيلبير الشاغوري، الداعم الأبرز لزعيم “المردة”، والذي تجمعه مصالح مالية ضخمة مع صحناوي.

ليس دفاعاً عن “حزب الله” وحركة “أمل”، لكن الشبهة لا تخيِّم على “الثنائي الشيعي” الذي يريد فرنجية، قبل أن يلتحق به صحناوي، بل تصيب صاحب المواقف المتقلّبة ونوابه الذين لا يجرؤون على اتخاذ قرارات إلاّ بتوجيهات مموّلهم.

وعند سقوط ترشيح فرنجية، لا يتفاجأ أحد أن يسارع صحناوي إلى تبنّي مرشح آخر. فالعبرة ليست بأسماء المرشحين، بل بالحماية التي يريد صحناوي تأمينها كي لا تستكمل التحقيقات التي تدينه، وذلك نظراً لما يمرّ به صاحب SGBL على المستوى القانوني، ليس فقط في لبنان، بل في عدة دول كبرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى