أخبار محلية

باسيل في جزين بإذن مرور من السيد

الاتكال على “التيار الوطني الحر” كي ينخرط في عملية وطنية قولاً وفعلاً، تؤدي إلى وصول مرشّح يقطع مع حقبة مظلمة أوصل فيها “حزب الله” بواسطة شريكه في “تفاهم مار مخايل” لبنان إلى بطن جحيم لا سابق له في تاريخ لبنان الحديث والقديم على السواء، مجرد خرافة

كتب أحمد عياش لـ “هنا لبنان”:

قبل أن يطلّ رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل أمس من جزين بصحبة مؤسس التيار الرئيس ميشال عون، كانت الأوساط الإعلامية الخبيرة في شؤون “حزب الله” تقول إنّ ما يشبه “العلم والخبر” تبلّغه الثنائي الشيعي عموماً، و”حزب الله” خصوصاً، مسبقاً بحصول الزيارة، وأنّ مضمون الموقف الذي سيعلنه باسيل سينطوي على تصعيد، ما يؤكد المؤكد أنّ الرابية وميرنا الشالوحي باقيتان على الموقف الرافض لخيار الثنائي تبنّي ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

إنّه أمر مرحب به، أن يثابر “التيار” في موقفه من فرنجية. لكن أن يطلب الإذن من حارة حريك كي يصل إلى جزين ليقول ما قاله، فهو أمر يسترعي الانتباه ويطرح علامات استفهام.

بداية، ما زال “التيار” منذ عودة الجنرال ميشال عون من منفاه الباريسي يتصرّف وفق تفاهم مسبق أبرمه من فرنسا بدءاً من دمشق وصولاً إلى السيد، الأمر الذي أفرد له مساحة وافية المحامي كريم بقرادوني في كتابه الذي حمل عنوان “صدمة وصمود” حول عهد الرئيس إميل لحود بين عامي 1998-2007. أي أنّ عودة الجنرال من منفاه حتى بلغ قصر بعبدا عام 2016، وصعود رئيس تياره سلّم المسؤوليات بسرعة قياسية، ما كان ليتم لولا أفضال وبركات زعيم “حزب الله” حسن نصرالله. فهل هناك ما يقال غير إنّ “من شبّ على شيء شاب عليه؟”

لا يخلو مجلس سياسي في هذه الأيام من الكلام عن مسار الاستحقاق الرئاسي الذي يطلّ فيه حجم الاعتراض على الخيار الرئاسي لـ “حزب الله” وحليفه حركة “أمل”. لكن هذا الكلام ينتهي إلى سؤال: إلى أيّ مدى سيستمر “التيار” في موقف يجعله منسجماً مع البيئة الوطنية عموماً والمسيحية خصوصاً؟

ما ذكر سابقاً حول “حرص” باسيل أنّ يصل أمس إلى جزين، مصحوباً بإذن مرور وكلام من السيد، يشير إلى أنّ أيّ ثقة بثبات “التيار” على موقف وطني في معركة الرئاسة سيكون ضرباً من الوهم. ففي كلمته أمس، أكّد باسيل بنفسه أنّه يقف عند “نقطة تقاطع بين جنوب المقاومة وبقاع الخير وجبل لبنان الصمود”. أيّ أنّه ينتمي في الجغرافيا كما في السياسة إلى حظيرة الممانعة.

أما متى، يعود “التيار” إلى حضن الممانعة كما فعل منذ العام 2006، فتقول المعلومات إنّها مسألة وقت ليس إلاّ. ففي بعض المعلومات، أنّ باسيل طلب موعداً كي يستقبله نصرالله فجاءه الجواب أنّ هناك موقفاً يجب أن يعلنه باسيل مسبقاً وهو النزول عند قرار السيد الرئاسي وعدم الاعتراض عليه من خلال رفض خيار فرنجية.

وتضيف هذه المعلومات: يروّج التيار أنّ قناة الاتصال المفتوحة بينه وبين النظام السوري تجعله مطمئناً أنّه في مرحلة مقبلة ستكون دمشق إلى جانب باسيل، كي يكون مرشح الممانعة لرئاسة الجمهورية، إلى درجة أنّ هناك ثقة في أوساط باسيل أنّ اسمه كمرشح “مكتوب على جبل قاسيون”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى