أبرز الأخبار

لماذا اقتحمت الفرقة الرابعة قرى حدودية مع لبنان؟

منذ إعلان الاتفاق بين السعودية وايران يجري الحديث عن رسم خارطة طريق تضمن مستقبل العلاقة بين البلدين، وتتيح للحلفاء الاستفادة من مناخ التغيير لاعادة تموضعها مع المستجدات الطارئة، فيما ينتظر الطرف اللبناني ترجمة تلك التفاهمات على الساحة الداخلية، والاسراع بانتخاب رئيس توافقي يكون ثمرة هذا الاتفاق على المستوى اللبناني.

ولكن وبعيدا عن هذا الاستحقاق وفي قراءة لما يجري على الصعيدين الامني والعسكري، يمكن التأكيد بأن الترجمة بدأت قبل الاعلان الرسمي عن التفاهم بين ايران والسعودية أو بين الاخيرة وسورية، ويكفي سرد بعض الوقائع التي تحصل على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية حتى نفهم بعض ما تم الاتفاق عليه فيما يتصل بالتهريب عبر الحدود والشبكات المرتبطة مباشرة بالكبتاغون والعملة المزورة.

قبل أيام أعلنت قوى الامن الداخلي توقيف شبكة تزوير عملة وتجارة مخدرات في عكار في منطقتي برقايل والبيرة، كما داهمت القوى المذكورة منزلا ووجدت فيه أكثر من 120 الف حبة كبتاغون في بلدة قبعيت. اللافت أن تجارة المخدرات راجت في عكار بشكل كبير خصوصا الكبتاغون والبنزكسول، وهي غالبا ما يتم تهريبها الى سورية عبر المعابر غير الشرعية أو ادخالها الى لبنان عبر المعامل المنتشرة في بعض القرى الحدودية، ولكن مع التفاهم السعودي السوري والسعودي الايراني، ثمة “قبة باط” اقليمية لانهاء هذه الحالة والتشدد أكثر على الحدود لاسيما في قرى القصير، أكوم، وحاويك وهي قرى على الحدود داخل الاراضي السورية وسكانها من اللبنانيين ومعظمهم من المهربين.. فماذا يحصل هناك وما علاقة الفرقة الرابعة في الجيش السوري؟.

قبل حوالى الشهر اقتحمت دبابات الفرقة الرابعة التابعة لماهر الاسد المنطقة الحدودية وتحديدا القصير حيث دمرت معامل الكبتاغون كما قتلت عددا كبيرا من العاملين والتجار، اضافة الى قتل بعض تجار الاعضاء وعلى رأسهم امرأة تُعد المطلوبة رقم واحد لعصابات الاتجار بالاعضاء، تزامنا مع إحكام قبضتها على المعابر في بلدتي أكوم وحاويك. وبحسب معلومات “ليبانون فايلز” فإن القرار اتخذ من قبل القيادة السورية وبتنسيق مع اجهزة الاستخبارات العربية والدولية، لاسيما بعد أن تعهدت سورية بوقف شبكات تهريب الكبتاغون التي تستغل اراضيها لادخال المخدرات الى الخليج العربي. والابرز أن شبكة نوح زعيتر المطلوب بمذكرات عدة في لبنان كانت المتضرر الاول من اقتحام الفرقة الرابعة لمعامل الكبتاغون في القصير، كما ارتفعت شكوى المهربين من تضييق الخناق عليهم من الجانبين اللبناني والسوري حيث يُشدد الطرفان الحراسة على معابر غير الشرعية المكشوفة، وتقتصر طرق التهريب على بعض الحاجات الصغيرة.

اما التجارة في العملة المزيفة والتي ينشط تهريبها ايضا عبر سورية ومنها الى العراق وتركيا، فقد تُرصد في المرحلة المقبلة المزيد من المداهمات في المناطق الحدودية حيث تجري عمليات طبع العملة من فئتي الخمسين والمئة دولار، والاسبوع الماضي تمكنت مخابرات الجيش من توقيف عصابتين ومصادرة آلتين لطبع العُملة المزيفة في منطقة بريتال، وسط إصرار غربي لوقف تجار العملة المزيفة بعد أن نشطوا في لبنان وصدّروا عملتهم المزيفة الى الخارج وعبر المعابر الشرعية وغير الشرعية.

ووفق المعلومات فإن مسار التسويات انطلق من الامن لا السياسة وأن التنسيق على عدد من النقاط وابرزها ملف التهريب يسير بشكل ناجح بين السعودية ايران وسورية، لقاء تنازلات كثيرة قد تقدمها المملكة في ميادين عدة ومنها الميدان السياسي، وهو ما يُفسر اصرار الثنائي على مرشحه الرئاسي سليمان فرنجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى