أبرز الأخبار

التسوية الفرنسية معدلة: تمام سلام مقابل فرنجية والحاكمية للقوات

الكلمة اونلاين
بولا اسطيح

بعكس ما اشيع في الايام الماضية عن تراجع فرنسي عن دعم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، اثبتت كل معطيات الساعات الماضية ان باريس لا تزال متمسكة بمبادرتها لا بل تعمل على تعديلها بما يضمن نجاحها، وهي لا تزال كما فرنجية نفسه بموقع المترقب لاشارات سعودية ايجابية تدفع بهذا المسعى قدما بعد تطمينات عدة نقلها الساعي الفرنسي من بنشعي الى الرياض.
ويعمل فرنجية حاليا على خطين، الاول خارجي بحيث يركز على كيفية استمالة الرياض الى صفه بشتى الوسائل لعلمه بأنه في حال بقي الموقف السعودي على ما هو عليه او اصبح اكثر تشددا، فان حظوظه بالانتقال الى قصر بعبدا ستصبح شبه مستحيلة، فحتى ولو تمكن حزب الله من تأمين الاصوات اللازمة لانتخابه ولو بسحر ساحر، فرئيس “المردة” لا يبدو بصدد المجازفة بأن يكون عهده مشابها لعهد الرئيس السابق ميشال عون.
ويعتبر فرنجية ان التطورات الكبيرة الحاصلة سواء على خط الرياض- طهران او على خط الرياض-دمشق، انما تعزز حظوظه ان كان بتبوؤ سدة الرئاسة او بضمان عهد منتج وسلس.
ويعي رئيس “المردة” ان عليه الا يحصر جهوده بالخارج، لذلك ينكب وحلفاؤه على ترجمة اي تسوية خارجية داخليا وبالتحديد من خلال تأمين عدد النواب اللازم لانتخابه وضمان نصاب الجلسة. فهو وان كان يعول وبشكل اساسي على الدور السعودي في مجال اقناع حلفاء الرياض اللبنانيين بالقيام باللازم لانتخابه، يعمل داخليا وبالتوازي مع الضمانات التي يقدمها للسعوديين على اخرى لفرقاء الداخل. وهو وبعدما استسلم لصعوبة تراجع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عن موقفه المتشدد المعارض لانتخابه يركز جهوده على “القوات اللبنانية” التي يطمح ان تؤمن له نصاب جلسة انتخابه بضوء اخضر سعودي.
ويشير مصدر مطلع على آخر المستجدات بالملف الرئاسي الى ان “تمسك باريس بفرنجية ليس حبا به او قناعة بمشروعه ورؤيته السياسية والاستراتيجية خاصة وانها بنهاية المطاف تعي انه جزء من محور تخوض حربا ضده في اوكرانيا، الا انه نتيجة مشاورات كثيرة قام بها المسؤولون الفرنسيون اظهرت ان حزب الله ليس بصدد التراجع ولو قيد انملة في المرحلة الراهنة عن ترشيح فرنجية وانه يخير من يلتقيهم بينه وبين فراغ طويل الامد”. ويضيف المصدر:”وقد وصلت الدول الغربية المعنية بالشأن اللبناني الى قناعة بأن الفراغ بواقعه الحالي انما يخدم حزب الله المسيطر على مفاصل الدولة ودوائر القرار، لذلك وجب التصدي له (الفراغ) وليس العمل على تمديده، من هنا كانت المبادرة الفرنسية التي تعطي الحزب رئيسا للجمهورية وتأخذ منه مواقع اخرى بالمقابل ابرزها رئاسة الحكومة”.
ويلفت المصدر الى انه “تم ادخال تعديل اساسي على المبادرة الفرنسية بصيغتها الاولى بعدما تبين ان السعوديين يفضلون رئيس الحكومة السابق تمام سلام على السفير نواف سلام الذي تفضله باريس، لذلك كان طرح المقايضة المستجد بين تمام سلام وسليمان فرنجية على ان تلحظ التسوية ايضا تولي شخصية يسميها حزب “القوات اللبنانية” حاكمية مصرف لبنان اضافة لمواقع مسيحية بارزة اخرى، من منطلق ان نواب “القوات” هم سيؤمنون نصاب جلسة انتخاب فرنجية ما يضع العونيين خارج السلطة خلال السنوات ال٦ المقبلة”.
وبالرغم من ان “التيار الوطني الحر” بدأ التمهيد لاتخاذ خيار مماثل ووضع قواعده الشعبية في جوه، الا ان كثيرين ومن بينهم حزب الله لا زالوا يعولون على انضمام باسيل الى التسوية ولو متأخرا ليقطع بذلك الطريق على تمدد جعجع مسيحيا على حسابه في اجهزة الدولة ومؤسساتها. لكن حتى تأمين “القوات” نصاب انتخاب فرنجية لن يكون هو الآخر بالسهولة التي يتوقعها البعض بعدما قرر ساكن معراب الجلوس اعلى الشجرة ما يتطلب اكثر من سلم لانزاله.
ولان الزمن الرئاسي زمن فرنجية، ينكفىء باقي المرشحين وابرزهم قائد الجيش العماد جوزيف عون متأملين ان ينتهي الحراك الحاصل لاحتراق ورقة رئيس “المردة” لتعود اوراقهم تتصدر المشهد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى