أبرز الأخبار

جعجع يسعى للحفاظ على رأسه… وفرنجية مستعد لاعطاء ضمانات

صام رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عن الكلام الرئاسي لشهور، وبقي بعيدا عن المواقف التي تناولته من قبل الاصدقاء والخصوم فطبق القول الشريف: “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”، والتي يُتقنها صديقه الرئيس نبيه بري جيدا.

يعلم الزعيم الزغرتاوي أن تجربة الرئيس ميشال عون وما حملته تطورات السنوات الست كان قاسيا على المحور الذي ينتمي اليه، وأن فك عزلته الخارجية وتحديدا الخليجية يتطلب أكثر من ضمانة واكبر من تصريح وموقف، فالامور بالنسبة الى الدول المعنية بالملف اللبناني مزيج من المصالح الاستراتيجية والمالية من استثمارات وأدوار مرتقبة على الساحة لاسيما في المرحلة المقبلة حيث نشهد الكثير من التطورات المرتبطة بتوزيع ادوار داخل المربع الشرق أوسطي.

كل ذلك دفع بفرنجية الى سلوك طريق الكتمان في المفاوضات. ورغم شح التسريبات الا أن الحديث عن زيارات سرية يقوم بها الرجل الى الضاحية وسورية وفرنسا، بات بمتناول الاطراف المعنية بالاستحقاق الرئاسي، وأن الطباخ الداخلي الذي يقوده الى بعبدا يطلب الكثير من المكونات لاعداد الطبخة، بعضها محلي الصنع وبعضها الآخر مستورد، وفرنجية العالم بالـ “system” يطلب مساعدة الاصدقاء وتحديدا الرئيس نبيه بري لايجاد المكونات الداخلية والعمل مع الاصدقاء على استيراد تلك الموجودة في الخارج. هذه المكونات قد تكون على شكل مقايضات في المراكز والتفاوض مع الاطراف المعترضة على “جبنة الحكم” والتي لا مانع لديها إن وجدت مصلحتها في هذا الامر، فمبدأ المعارضة الذي يصول ويجول به بعض الاطراف ما هو الا رفع سقف التفاوض قبل الجلوس على الطاولة، فالاستحقاقات السابقة بيَّنت أن الاتفاقات الجانبية كانت كفيلة بايصال أي مرشح شرط أن يُبادر على ارضاء الجميع.

من هنا، ينطلق فرنجية في مقاربته الرئاسية ويسعى مع الاطراف المعارضة وتحديدا التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على نسج تحالفات يمكن من خلالها تبادل المصالح وعقد اتفاقات ثنائية لتأمين الاصوات الكافية لانتخابه، فرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الرافض بالمطلق لفرنجية قد يلين موقفه في حال حصوله على ضمانات محددة قد يدرجها في اطار التوافق على مواصفات الرئيس العتيد الذي يريده التيار. أما رئيس القوات سمير جعجع فهو ايضا يسعى سياسيا الى الحفاظ على “رأسه” وعدم الوقوع بخطأ اتفاق الطائف ومعارضته الـ “س.س” في التسعينات، فأي تكرار لمثل هذه التجربة قد تكلفه مستقبل حزبه السياسي خصوصا في هذه المرحلة.

وامام هذا الواقع طرح فرنجية عناوين اساسية لبرنامجه الرئاسي واختار الصرح البطريركي لينطق ببعض ما يفكر به استراتيجيا وداخليا. فأبدى الرجل انفتاحه على جميع الاطراف واستعداده للحوار “مع كل مَن لديه أي هواجس كما أن لا إحراج لديه تجاه أحد”، وهنا انتقل فرنجية الى مرحلة اللقاءات المباشرة مع الاطراف كمرشح جدي للرئاسة وطرح الهواجس معهم للوصول الى توافق أو اعطاء ضمانات يطلبها البعض وعلى رأسهم التيار والقوات.

فرنجية الذي قال إن “اللعبة تغيّرت”، أعطى أجوبة محددة للصحافيين من بكركي كرؤيته للاتفاق مع صندوق النقد الدولي وشكل الحكومة مستقبلا، كذلك علاقته مع الخليج العربي وتحديدا السعودية، وكلها مواضيع شرحها في لقاءاته الاخيرة مع المسؤولين في الاليزيه وخاض معهم نقاشات طويلة حول مستقبل العلاقة مع المكونات الداخلية، مستندا بالدرجة الاولى على التقارب الايراني السعودي الذي سيكون برأيه نسخة متطابقة عن الاتفاق الذي جرى عام 1989-1990 حين عزز من دور حلفاء دمشق على حساب الطرف المسيحي الذي عارض حينها وتحديدا القوات اللبنانية والرئيس ميشال عون. فهل سيكون فرنجية رئيسا خلفا للرئيس ميشال عون أم أن رهاناته ستسقط مع اي توافق خارجي على اسم يخرج من عباءة التسويات الاقليمية والدولية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى