أخبار دولية

زياره حركة حماس إلى السعودية….خطوة مهمة في وقت دقيق

معتز خليل / المرصد اونلاين

نشر موقع قدس اليومية مساء يوم السبت خبرا يشير إلى قيام وفد قيادي من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إلى المملكة العربية السعودية ، وهي الزيارة التي ستتم يوم الأحد الموافق السادس عشر من إبريل. وقال الموقع المعروف بأنه من المواقع المقربة من حركة حماس بالتأكيد على أن هذه الزيارة من شأنها تدشين صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين السعودي والحمساوي بعد سنوات من القطيعة. وكان واضحا أن عدد من المواقع الإخبارية الداعمة لإيران تحرص على بث الخبر ، مثل موقع صحيفة رأي اليوم أو غيره من المواقع الإخبارية التي تحتفظ بنسب جيده ومتساوية في العلاقة مع حماس ومع إيران على حد سواء.

ما الذي يجري؟

من الواضح أن غالبيه الفصائل التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران تقوم حاليا بمبادرات للمصالحة مع السعودية، وهو أمر كان لافتا وتهدف منه إيران لإرسال بعض من الرسائل للعالم ، أبرزها:

1- سيطرتها على القرارات المصيرية لهذه الفصائل ، خاصة مع مشاهده التقارب الحاصل مثلا بين الحوثيين في اليمن والسعودية والذي أنتهى بإطلاق سراح عدد من الأسرى من الجانبين الحوثي والسعودي على حد سواء.

2- التأكيد على أن إيران تمتلك الكثير من الأوراق السياسية المهمة والدقيقة ، وهي الأوراق التي تمثل طهران مفتاحها الرئيسي والهام القادر على تفعيل نشاط أي فصيل.

3- يأتي هذا التقارب في ظل مخاوف إسرائيلية من اندلاع مواجهات شامله على الجبهات الإسرائيلية ، وهو أمر أكدته تقارير رسمية منها تقرير التهديدات الاستراتيجية الذي وضعته المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) أخيرا.

4- من المنتظر أن يضم الوفد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، ويمثل ذلك لقطه فنية مهمة ، خاصة وأن للعاروري تصريحات داعمة للمقاومة ، كما تنسب له التقارير الغربية امتلاكه لشبكات من الاتصالات بالفلسطينيين في تركيا أو الضفة الغربية ، الداعمة لتنفيذ العمليات الاستشهادية.

والمنتظر بحسب المصادر الإعلامية المقربة من حركة حماس أن تفرج الرياض عن ٢٥ معتقلا فلسطينيا لا يزالون يحتجزون في سجون السعودية منذ عدة سنوات عقب هذه الزيارة.

غير أن هذه الزيارة تطرح عدد من التساؤلات ومنها:

1- ما هو موقف الأجنحة الأخرى الريديكالية بالحركة والتي انتقدت الرياض بقوة عقب اعتقال عدد من الفلسطينيين المتهمين بالانتماء لحركة حماس في الرياض.

2- كيف ترى قيادات حركة حماس في غزه هذا التقارب السياسي؟

3- ما هو المقابل الذي تنوي الحركة طرحه مقابل تحسين علاقاتها مع السعودية والإفراج عن القيادات التابعة لها هناك؟

تحدي دقيق

هناك نقطة مركزية أخرى تتمثل في تبعية الحركة لإيران ، وتظهر حركة حماس في صورة الذراع التابع لإيران والذي تقوم إيران باستغلاله من أجل حصد أي مكاسب سياسية خاصة يمكن أن تسفر عنها هذه الزيارة ، فضلا عن التأكيد على حقيقة أن القرار السياسي والمصيري للحركة في يد إيران وليس أي محور آخر.

تقدير استراتيجي

ما يجري حاليا يكشف عن أهمية الدولة في رسم وتخطيط السياسات لأي فصيل ، لأن أي فصيل في النهاية يتبع الوطن ، والوطن له مصالح استراتيجية يمكن أن تتفق أو تختلف مع أي دولة ، وبالتالي كان من المفترض التشاور والتباحث بين مؤسسات الوطن وأجهزته من جهة وبين حركة حماس ، خاصة وأن لدولة فلسطين أهمية استراتيجية ومصالح إزاء ما يجري من تطورات ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه النقطة تحديدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى