أخبار محلية

توحيد الساحات يُسقط فرنجية

الخمول السياسي الذي طبع نهاية الأسبوع الطويلة نسبيا مرشح لأن يستمر أسبوعا آخر إلى ما بعد الفصح الشرقيّ، ما خلا بعض الحراك الذي لا يشحذ الهمم بما يكفي.

وحده البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خرق الخمول بعظة نارية في أحد الفصح حمل فيها بشدّة على منطق الإمتحان الذي قبل مرشحون أن يخوضوا غماره سواء في باريس أو في غيرها من العواصم بزعم تقديمهم ضمانات خارجية في مسائل داخلية من الإصلاح الى الاستراتيجية الدفاعية وما بينهما من مسائل عالقة كمصير النازحين والعلاقة مع النظام في سوريا وضبط الحدود ووقف التهريب وغيرها من العناوين. وشمل انتقاده رئيس تيار المردة سليمان فرنجية حين قال الراعي إن على الرئيس المقبل أن يتمتع “بالثقة التي تتراكم نتيجة أعماله ومواقفه وليس من خلال تقديم الضمانات أو النجاح في الامتحان الذي يتقدّم إليه سواء في الخارج أو الداخل”.

لكن الضمانات التي قيل إن فرنجية قدّمها الى الرئاسة الفرنسية في زيارته الأخيرة لكي تنقلها باريس الى الرياض، سقطت بالضربة القاضية بعد الاستباحة التي تعرّضت لها السيادة بفعل صواريخ القليلة. لكن التطورات المرتبطة، كمثل عودة الحديث بكثافة وفي توقيت مثير عن توحيد الساحات، ويقصد بها لبنان وسوريا وفلسطين عبر المنظّمات الپارادولتية كحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، من شأنها أن تطيح بدورها كل كلام عن ضمانات وخصوصا تلك الموصوفة سيادية كضبط الحدود والمقصود فيه تحديدا منع تهريب السلاح أو تدفّقه. إذ إنّ معادلة توحيد الساحات معاكسة كليا لا بل ناقضة لأي حديث عن ضبط للحدود.

ويأتي في هذا السياق الإفطار الذي أقامه حزب الله منتصف الأسبوع الفائت لقادة تلك المنظمات بمشاركة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإسلامي العميد اسماعيل قاآني. وهو مؤشر الى ما ينتظر لبنان في المرحلة المقبلة ربطا بالساحات الثلاث الموحّدة. ولا يخفى أن ثمة تخوفا من أن الإحتقان الإقليمي الذي يجري تنفيسه راهنا بفعل الاتفاق السعودي- الإيراني، يجري نقل جزء منه الى المثلث الحدودي مع إسرائيل لزوم إبقاء العصب مشدودا خارج نطاق مفعول اتفاق بكين.

ميرا جزيني/ليبانون فايلز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى