أخبار محلية

هل يحاور “حزب الله” “القوّات”؟

أعلن رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع قبل أسابيع أنه مستعد تأمين نصاب جلسة نيابية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية إذا ضمن أنها لن تكون يتيمة بحيث يُعلن رئيس المجلس نبيه بري انتهاءها بعد دورة تصويت رئاسي واحدة فاشلة. لكنه قرن استعداده باستمرار الجلسة منعقدة وبإجراء دورات انتخابية عدة تتخللها مشاورات لتقريب وجهات النظر أو للاتفاق على مرشح يقبله الجميع.

إذا فشل التوافق تُجرى جولة انتخابات أخيرة وليفز فيها من ينال 65 نائباً من أصل الثلثين الحاضرين الجلسة أو أكثر. اعتبر اللبنانيون هذا الاقتراح رسالة واضحة من “القوات” الى ” حزب الله” وشريكه في “الثنائية الشيعية”، الهدف منها تسهيل إنهاء الشغور الرئاسي وإغراء الأول بفتح الحوار معه المقفل منذ زمن بعيد رغم محاولات نواب من “القوات” في مقدّمهم جورج عدوان.

طبعاً لم يكن الحوار المباشر بينه وبين “الحزب” ممكناً لا داخل مجلس النواب ولا خارجه رغم استعداد “القواتيين” له. كل ما تبادله نواب الحزبين داخل مجلس النواب الحالي وقبله لم يتعدَّ المجاملات حيناً والانتقادات المتبادلة وبحدّة أحياناً أخرى. ربما ظنّ “حزب القوات” أن علاقته النيابية “الطيّبة” مع الرئيس بري قد تفتح الباب أمام حوار شكلي في البداية مع “حزب الله” يمكن أن يتحوّل لاحقاً حواراً موضوعياً وعميقاً وهادفاً. لكن ذلك لم يتحقّق، ويثير هذا الأمر أسئلة عدة هي الآتية: هل كان بري جاهزاً ليكون جسر حوار مع “القوات”؟ هل أراد أن يكتفي نواب “القوات” بعلاقة جيدة معه، والجودة هنا نسبية دائماً، تاركين له تدوير الزوايا مع “الحزب” حيث يمكن ويجب؟ هل كان “حزب الله” جاهزاً لحوار مع “حزب القوات”؟ هل لاقى في منتصف الطريق المبادرات الحوارية القواتية غير المباشرة أم لا؟ هل كان في حاجة الى حوار مع “القوات” هو الذي استمال وسوريا بشار الأسد مؤسّس “التيار الوطني الحر” “الجنرال” ميشال عون قبل عودته من منفاه الباريسي وبعد اقتناعهما باستعداده للتعاون من أجل العودة الى بيروت وللتحالف لاحقاً من أجل إشباع شهوته المعروفة الى السلطة منذ أيام الراحل الشيخ بشير الجميّل؟

 

سركيس نعوم / النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى