أخبار محلية

ما سرى على ميشال عون لا يسري على سليمان فرنجية!

الكلمة اونلاين

بولا اسطيح

واقعي يبدو حزب الله في التعامل مع ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. فخروجه لاعلان الترشيح مدروس في الشكل والتوقيت وان كان يعي انه في المضمون غير ناضج ولن يؤدي حتما لانتخاب رئيس للبلاد.
تختلف تماما مقاربة الحزب لترشيح العماد ميشال عون عام 2014 عن مقاربته لترشيح فرنجية. فهو الذي فرض بوقتها معادلة “عون أو لا أحد” لم يأبه لفراغ استمر عامين ونصف ولم يكن ليأبه لو استمر ٣ او ٤ أعوام، خاصة انه كان قادر بوقتها على ترسيخ فكرة ان البلد يمكن ان يُدار ويستمر من دون رأسه “المسيحي”. لكن ما كان بوقتها لم يعد قائما اليوم. ليس لأن الحزب يفضل عون على فرنجية، بل بالعكس تماما. فالظروف الراهنة هي التي فرضت على امينه العام الخروج للقول “مرشحنا فرنجية لكن تعالوا للحوار”، اي بمعنى آخر تعالوا للتفاوض. وتقول مصادر مطلعة على جو الحزب ان “قيادته تدرك تماما ان البلد وفي الانهيار المتواصل الذي يعيشه لا يحتمل فراغا يدوم طويلا خاصة بعدما تكتل المسيحيون لرفض استكمال العمل التشريعي وكأن شيئا لك يكن ونجحوا بذلك، بعدما فشلوا بوقف العمل الحكومي” لافتة الى ان “طرح معادلة “فرنجية او لا احد” تعني تحمل “الثنائي الشيعي” مسؤولية الانهيار الحالي كما مسؤولية كل الانهيارات القادمة لا محال”. وتضيف المصادر:”بعدما طالب فرنجية قيادة الحزب اكثر من ٤ مرات باعلان ترشيحه، وجدت هي التوقيت مناسب اليوم ويحثق هدفها الاساسي الا وهو رمي كرة التعطيل في الملعب الآخر اي ملعب قوى المعارضة. فبعدما كان “الثنائي الشيعي” متهما بتعطيل النصاب لمنع انتخاب رئيس، وان لا مرشح لديه، بات الفريق الآخر هو من يلوح بتعطيل النصاب لمنع انتخاب فرنجية. ما يريح قاعدة الحزب الشعبية التي كانت تتلقى اتهامات من نوع ان الشيعة يمنعون انتخاب رئيس مسيحي، فبات اليوم المسيحيون من يمنعون وضع حد للشغور في سدة الرئاسة الاولى”.

 

ويعي الحزب تماما ان طريق فرنجية ليس معبدا الى قصر بعبدا خاصة بعدما تبلور موقف السعودية لجهة رفض السير به. وكما بات واضحا لا الحزب ولا رئيس المجلس النيابي متحمسين للسير بفرنجية كمرشح تحدي، وان كانا سيتمكنان بلحظة ما من تأمين النصاب الذي يمكنهما من انتخابه، لانهما يعيان ان عهده لن يكون الا بمثابة امتداد لعهد عون، سواء لجهة الكباش الداخلي الذي يكربج الحلول او الحصار الخارجي الذي قد يكون اقوى لبلد بات الدعم المالي الخارجي له اشبه بالاوكسيجين لبقائه حيا! فحتى قرار “التيار الوطني الحر” السير بفرنجية بثمن ما، قد لا يشكل مخرجا او طريقا سريعا لفرنجية الى بعبدا، الا اذا استدعت تطورات اقليمية ودولية ما الدخول في معركة كسر عضم لا يبدو ان هناك اي اشارات لها حتى الساعة.

وبخلاف من يرى بموعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في تموز المقبل

تاريخا مفصليا بالملف الرئاسي، تعتبر المصادر ان لا شيء استراتيجي في هذا الموضوع والصلاحيات ستنتقل تلقائيا لنائبه الشيعي، فحتى ولو كان “الثنائي الشيعي” غير متحمس لتولي شيعي هذا الموقع راهنا الا ان القوانين واضحة في هذا المجال وصلاحيات الحاكم تنتقل تلقائيا لنائبه الاول في حال شغور سدة الحاكمية”.

اذا، المعركة قد تكون طويلة والرابح هو حتما صاحب النفس الاطول والخبرة والدهاء في اللعبة السياسية اللبنانية والقادر على الامساك اطول وقت ممكن بأوراق “الجوكر” التي يمتلكها. اما الخاسر الاكبر فالبلد واللبنانيين الذين سيعيشون مزيدا من الاستنزاف والضغوط المرجح ان تواصل منحى تصاعديا غير مسبوق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى