أبرز الأخبار

انقسام بين قوى المعارضة بين من سيؤمن النصاب لفرنجية ومن سيعطله!

الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

لحسن حظ قوى المعارضة التي لم تنجح اصلا بالتفاهم في ما بينها على مرشح واحد تخوض فيه المعركة الرئاسية، ان اخصامها المتمثلين بحزب الله وحلفائه لم يؤمنوا حتى الساعة ٦٥ صوتا لمرشحهم المفضل رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لأن انصرافهم للتدقيق بمدى قدرتهم على تأمين نصاب الجلسة المتمثل ب٨٦ نائبا، سيكشف مدى انقسام هذه القوى (اي قوى المعارضة) على مقاربة قضية بهذه الحساسية، الا وهي مسألة تأمين النصاب او تعطيله وبالتالي اللجوء للسلاح الذي يستخدمه حزب الله راهنا واستخدمه في الاستحقاق الرئاسي الماضي لفرض انتخاب مرشحه لا اي مرشح آخر.

من ناحية “القوات” بات الموقف والقرار اوضح من اي وقت مضى. فبعدما كان قد رئيس الحزب سمير جعجع قد لوح مرارا بامكانية استخدام هذا السلاح مرة او ٢ او حتى ٣ لتجاوز لحظة معينة قد تتيح فوز مرشح حزب الله، بات الموقف اليوم اكثر تشددا مع الحديث العلني لفرنجية وقبله النائب علي حسن خليل عن نيتهم السير برئيس ب٦٥ صوتا حتى من دون غطاء قواتي او عوني. وفيما لا تستبعد مصادر مطلعة ان يكون التشدد القواتي مرتبطا بموقف سعودي رافض لفرنجية، تؤكد مصادر “القوات” ان تعطيل النصاب محسوم لمنع وصول فرنجية او اي مرشح آخر يريده حزب الله، قائلة:”نحن في نهاية المطاف لا يمكن ان نقف متفرجين على حزب الله يجمّع الاصوات لمرشحه فيما يعطل النصاب لمنع وصول مرشحنا، وحين يطمئن لبونتاجه pointage، نؤمن نحن له النصاب لايصال من يريده الى بعبدا فيمدد بذلك القهر والذل والازمة ٦ أعوام اضافية”.

ويبدو واضحا ان الموقفين القواتي والكتائبي يلتقيان عند حتمية استخدام سلاح تعطيل النصاب لمنع وصول فرنجية، وهو ما أعلنه رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل صراحة خلال المؤتمر العام لحزبه. لكن ما يسري على “القوات” و”الكتائب” لا يسري على باقي قوى ونواب المعارضة. اذ ينقسم مثلا نواب “التغيير” بين من سيستخدم هذا السلاح كالنائبة بولا يعقوبيان مثلا، وبين من يرفض حمله بتاتا من منطلق وجوب ان يكون الموقف مبدئيا لجهة رفض تعطيل النصاب، وهو ما يتمسك به مثلا النائبان المعتصمان في البرلمان نجاة صليبا وملحم خلف. كذلك لا يبدي نواب “التقدمي الاشتراكي” ونواب “الاعتدال الوطني” اي استعداد لتعطيل النصاب ما سيجعل هذه المهمة صعبة في حال تأمنت الاصوات ال٦٥ لفرنجية. ولعل المتحمسين من المعارضين لهكذا خطوة يعولون على موقف “التيار الوطني الحر” الذي قد لا يكون بعيدا عن اللجوء الى هذا السلاح، الذي حمله مرارا، في حال كان قرار السير بفرنجية من دون ارادته ومباركته. ما سيجعل تأمين ٤٣ نائبا يعطلون النصاب ليس بالامر المستحيل.
ولا يقتصر تخبط المعارضة “رئاسيا” على تأمين النصاب لفرنجية، انما يطال بشكل اساسي اسم المرشح الذي يمكن ان تتجه به الى صندوق الاقتراع خلال اي جلسة جديدة يدعو اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري. فبالرغم من اعلان الثلاثي الاشتراكي- القواتي- الكتائبي التمسك بترشيح النائب ميشال معوض، الا ان ايا منهم لم يعد مقتنعا بهذا الخيار ويحاول دون جدوى اقناع الآخرين بخيارات جديدة. وفيما يتمسك القواتيون والكتائبيون بمرشحين “سياديين” بمشروع واضح ضد سلاح حزب الله يروج الاشتراكيون لمرشحين لا يعادون الحزب لعلمهم ان خلاف ذلك ستكون طريقهم الى بعبدا مقطوعة كما هي حال طريق معوض.

ولا تشكل هذه الخلافات عاملا ضاغطا على المعارضة المقتنعة ان الجمود سيد الموقف رئاسيا بانتظار تبلور المشهد الاقليمي المتحرك تماما كما الصفائح التكتونية في المنطقة.. عسى الا يكون المقبل على لبنان زلزالا سياسيا انما تسوية تدخله في مسار النهضة الذي طال انتظارها!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى