أبرز الأخبار

الموت يغيّب المحامي نهاد نوفل

 

Almarsadonline

غيّب الموت المحامي نهاد نوفل الرئيس السابق لبلدية زوق مكايل واتحاد بلديات كسروان الفتوح ليعانق نجله الشهيد الراحل المحامي ايلي الذي قضى في جريمة تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب عام ٢٠٢٠

برحيله تخسر زوق مكايل وكسروان ولبنان قامة انمائية وتشريعية كبيرة.

نهاد الياس نوفل(١٩٣٦-٢٠٢٣)نبذة:

-ولد نهاد نوفل في ٣ شباط ١٩٣٦.

ترعرع  في بيت زوقي فوجهه والده الياس ووالدته أوجينيه الى العلم مع شقيقه الأستاذ نبيل وشقيقته السيدة عفاف حلو.

-درس في معهد عينطورة.

– نال إجازة في الحقوق من كلية الحقوق في الجامعة اليسوعية في بيروت، وفيها تابع دروسا معمّقة في “الاقتصاد”.

-برز كمحام ومشرّع فأسّس مكتبا خاصا به، فشارك في سنّ تشريعات بلدية، وحاضر في قضايا حقوقية ودستورية وانمائية، ونشر مقالات متخصصة في منشورات محلية وأجنبية خصوصا في جريدة “النهار” اللبنانية، وتوكّل بأمور شركات وشخصيات مهمة.

– تزوج في ١٩ تشرين الثاني العام ١٩٦٦ من منى رستم، فأسس معها الى حين وفاتها باكرا، عائلة تألفت من ايلي الذي استشهد في انفجار المرفأ العام ٢٠٢٠،وألين زوجة الدكتور بيار زلوعا، وكارلا زوجة المهندس ميرار أبي يونس.

*أوسمة وشهادات:

لدوره الإنمائي في الشأن العام ،نال أوسمة عدة:

وسام الأرز الوطني برتبة فارس في عهد رئيس الجمهورية سليمان فرنجية (٢٥/٧/١٩٧٤)

وسام الأرز الوطني برتبة ضابط في عهد رئيس الجمهورية الياس الهراوي(٢٥/٨/١٩٩٥)

وسام الأرز الوطني برتبة كومندور في عهد الرئيس إميل لحود(١٣/٩/٢٠٠٣)

وسام الأرز الوطني برتبة ضابط أكبر في عهد رئيس الجمهورية ميشال سليمان(٢٧/٦/٢٠١٣)

ونال تقديرات عدة من مؤسسات وطنية وإقليمية ودولية.

-منحته جامعة الروح القدس -الكسليك في عهد رئيسها الأباتي الدكتور هادي محفوظ شهادة “دكتورة فخرية” في العلوم الاجتماعية(٧ كانون الأول سنة ٢٠١٣).

-نالت بلدية زوق مكايل جوائز دولية في عهوده الرئاسية من أهمها: جائزة الاونيسكو”مدينة من أجل السلام في العالم العربي ١٩٩٨-١٩٩٩- جائزة الروتاري الدولية – جائزة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بشأن ” تجميل المدينة العربية”…

-وهبته وزارة الخارجية في دولة الاورغواي وساما رفيعا تقديرا لجهوده في ترسيخ الحوار بين الشعوب.

إنجازاته البلدية:

انتُخب أول مرة رئيسا للبلدية في العام ١٩٦٣حتى العام ١٩٩٨، وجدد الزوقيون ثقتهم برئاسته في دورات ١٩٩٨-٢٠٠٣.و٢٠٤-٢٠١٠.و٢٠١٠-٢٠١٦.

انجز في خمسين سنة مشاريع إنمائية كثيرة منها:

-في أول جلسة للمجلس البلدي ترأسها العام ١٩٦٣ أطلق مشاريع تنوير البلدة بالفلوريسون، وتوسيع طرقات .

-دافع في العام ١٩٦٤ كمحامي ورئيس بلدية عن المتضررين من أهالي الزوق من انفجار ديناميت مستودعات عوني الأحدب في الوادي الفاصل بين بكركي والزوق.

-أطلق اسم الشاعر الياس أبوشبكة بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية على المدرسة الرسمية في البلدة فساهمت البلدية في تأمين مبنى حديث لها وتطويرها والاهتمام ببناها التحتية ودعمها لوجستيا.

اهتم منذ العام ١٩٦٧ بالوقفيات الكنسية، فدفع الى تنفيذ مدافن عمومية لرعيتي مارضوميط المارونية ومارجرجس الكاثوليكية وبناء كنيسة جديدة في رعية سيدة المعونات مع الاهتمام بتشييد “صالونات” في رعايا مارضوميط والمعونات ومارجرجس للروم الكاثوليك.

ومنذ الستينات شجع الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية في البلدة فرعاها  وشجعها على تحقيق الإنجازات…

تعاون مع الأديار لترميم صروحها والمحافظة على تراثها العريق.

-بنى أول قصر بلدي في لبنان والمنطقة بين عامي ١٩٦٩ و١٩٦٧.

– أطلق من القصر البلدي نشاطات ثقافية وفنية وحرفية واجتماعية بعدما ضمّ القصر البلدي قاعة محاضرات ومكتبة بلدية ومستوصفا وفسحات للمعارض التشكيلية والعروض الفنية.

-تحول القصر البلدي في بدايات الحرب اللبنانية الى ” قصر جمهوري” انتقل اليه الرئيس سليمان فرنجية بعد تعرض قصر بعبدا للقصف، وفي قصر الزوق تمّ التسلم والتسليم بين الرئيسين فرنجية والياس سركيس(١٩٧٦) بعدما التأمت فيه اجتماعات مهمة بين الرئيس فرنجية وشخصيات ديبلوماسية ووطنية…

-بنى بين العامين ١٩٧٤ و١٩٨١ حديقة عامة أطلق عليها اسم ” ساحة الزيتون” وشكلّت متنفسا في مرحلة الحرب خصوصا للأطفال، وضمّت الحديقة مسرحا في الهواء الطلق شهد فعاليات عدة.

– في العام ١٩٧٧ كلفه وزير الداخلية د.صلاح سلمان اعداد مشروع قانون البلديات الحديث الذي صدر في مرسوم اشتراعي سنة ١٩٧٧ واشتهر القانون باسم ” قانون نهاد نوفل”.

-في العام ١٩٧٧ أسس اتحاد بلديات كسروان الفتوح كأول اتحاد بلدي في لبنان وحدد المرسوم الجمهوري الذي وقعه الرئيس الياس سركيس ورئيس الحكومة سليم الحص القصر البلدي في زوق مكايل مقرا رسميا للاتحاد، ورأسه نوفل حتى العام ٢٠١٦ محققا في عهده إنجازات مهمة في المنطقة منها: سدّ شبروح في عهد الرئيس اميل لحود، تأسيس مهنية في بلدة جورة الترمس، مشروع إقامة مدينة اتحادية في عقارات مُستملكة في عين الريحانة، تنفيذ مشروع ” العيش كما الماضي” في وادي الصليب في كسروان بعد ترميم بيوته وطواحينه القديمة وجسوره…الاهتمام بالمشاعات الكسروانية إضافة الى تعزيز البني التحتية في المنطقة…

-اطلق أول سوق للمشاة في لبنان  بعد ترميم سوق الزوق التاريخي في السبعينات والثمانينات مع المحافظة على “الخان الأثري” و”القهوة التراثية”، فتتحه الرئيس الياس الهراوي العام ١٩٩٥ ليتحوّل الى معلم سياحي جذاب.

أكمل على مراحل ترميم السوق بشقيه المعروفين عند العامة بالسوق “التحتاني” والسوق “الفوقاني” وما بينهما من أدراج وزواريب حجرية.

-تحوّل السوق الى منصة فنية وتراثية  بإحياء “عيد العشاق” و”ليالي السوق العتيق” وأعياد ترفيهية أخرى إضافة الى مشاغل النول والحرف الأخرى…

-في العام ١٩٩٨ تهيأ “المدرج المسرحي “الضخم، المعروف ب”المدرج الروماني” لاستقبال المهرجانات الدولية أسوة بمهرجانات جبيل وبيت الدين وبعلبك، فاستضاف هذا المدرج أبرز نجوم الغناء والفرق الفنية في العالم.

وفي هذه الفترة اكتمل بناء “بيت الحرفي” الذي اتسع لفعاليات حرفية، ومدرسة للنول، ومعارض، ومؤتمرات…

-في العام ٢٠٠٥ بنى ” بيت الشباب والثقافة “كصرح ثقافي عصري يضم المكتبة البلدية ومسرحا وشبكة انترنت ومساحات للتفاعل والأمسيات والخدمات التربوية …

-بين العامين ١٩٨٩و٢٠١٣  تمّ بناء “قصر الرياضة والمسرح” الذي أطلق عليه المجلس البلدي اسم ” نهاد نوفل” تقديرا لعطاءاته، وهذا الإنجاز هو من أهم الإنجازات العمرانية، الرياضية والثقافية والاجتماعية، في لبنان.

-أطلق المحامي نهاد نوفل ورشة ثقافية وعمرانية كبيرة فأسس ثلاث متاحف في البلدة هي متحف الشاعر الياس أبوشبكة والأديب أنطوان قازان ومتحف النول إضافة الي تخصيصه ساحات لنصب تذكارية تكرّم كبارا من الزوق في السياسة وفي الادب والشعر، الى جانب تخصيصه مستديرات لأنصاب أبرز النحاتين اللبنانيين والدوليين.

أسّس “المركز الثقافي البلدي” كناطق رسمي ثقافي باسم المجلس البلدي.

أطلق مجلة “أنوال” تغطي أخبار البلدية ونشاطاتها الى جانب شبكة من المواقع الالكترونية…

خصص ساحة ” للتسامح” في الحرم القريب من القصر البلدي رافعا فيها تمثال الجائزة  الدولية: ” زوق مكايل مدينة للسلام”.

وحتى آخر ولايته في رئاسة المجلس ظلّ يُنجز مثل “بيت الطفولة” في السوق العتيق، وتوسيع المستوصف البلدي وتعزيزه بسيارة اسعاف عصرية، وإكماله الجهاد في مكافحة تلوث معمل الزوق للكهرباء…

-أطلق نهاد نوفل مشاريع سبّاقة منها تحويل الزوق الى ” مختبر جامعي” يقصدها طلاب الهندسة والعلوم الإنسانية للاختبارات الميدانية، وفعّل علاقات بلدية الزوق مع الجامعات، فوقّع عقود تعاون مع جامعات الألبا والكسليك واللويزة..

ومدّ شبكة من العلاقات الدولية عبر ” التوأمة” فكان سباقا في تمتين العلاقات البلدية مع مدن فرنسية أهمها “رويال مال ميزون” إضافة الى التعاون مع مدن أخرى أميركية وأوروبية وآسيوية…

أسس نهاد نوفل ” مدينة” ببناها التحتية والفوقية، هي زوق مكايل، وأصرّ على بقائها بلدة تزخر بالثقافة والتراث والحضارة والخضار، بلدة الساحات المزهرة والمتاحف، وأرصفة المشاة،  فأطلق في بدايات الحرب اللبنانية  شعاره الشهير : “ابتسم أنت في الزوق” فبادر بالإنجاز الى مقاومة العنف بالبناء.

وفي كل مساره في الشأن العام تميّز بأنّه رجل الخدمة الصامتة والتخطيط المدروس والإداري- المثقف الذي يقرن القول بالعمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى