أبرز الأخبار

جنبلاط للمسيحيين: الأمر ليس لكم ..

الكلمة أونلاين
سيمون أبو فاضل

على ضوء مواقف قوى مسيحية بإعادة النظر باتفاق الطائف ،واقتراحها طروحات متباينة ،اقتنص رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد حنبلاط فرصة اللقاء مع وفد حزب الله، ليطرح ٣ اسماء على زواره ،بهدف مناقشة التوافق حولها ،وهي كما بات معلوما ، العماد جوزيف عون ، جهاد ازعور وصلاح حنين .

ويعي جنبلاط جيدا ،بأن هذه الاسماء تلقى تاييدا وتحفظا متباينا ،حتى حينه داخليا وخارجيا ،لكنه ترجم في ذلك مخاوفه من ان يوصل الفراغ الرئاسي بتداعياته الحالية ،الى احتكاكات امنية، تنتهي بتسوية على حساب اتفاق الطائف الذي يتمسك به ،ويجده افضل صيغة قائمة وتحديدا لطائفة الموحدين الدروز .

وقد دعم جنبلاط الأب طرحه مع حزب الله بمواقف لنجله تيمور -رئيس اللقاء الديموقراطي – الذي اعلن مواقف مكملة لتوجه والده ناقلا الامر الى خيار عملاني لهذا التكتل النيابي ،بحيث لم يعد كلامه وجهة نظر ..

كسر جنبلاط الرتابة المخيمة على ازمة انتخاب رئيس للجمهورية ،وعمد الى ما كان متوقعا منه في كافة الاوساط المتابعة للاستحقاق الرئاسي ،بعدم استمراره بتأييد المرشح الرئاسي الناىب ميشال معوض ،المدعوم منه بالتوازي مع موافقة غربية -خليجية ، وهو في ذلك كان اول اقطاب التركيبة السياسية الحالية الذي هدف لاحداث خرق ،ممكن ان يستنفر القوى الناخبة بخياراتها وحساباتها المتعددة ،في اتجاه تفعيل مسار انتخاب رئيس للجمهورية مع ما يستتبع ذلك من دور خارجي ،لرعاية تسوية متكاملة تتدرج من رئاسة الجمهورية نزولا الى كافة المواقع .

واذ كانت اعتبارات جنبلاط الدرزية في سوريا قبيل احتماعه السابق مع حزب الله ،باعلانه مواقف يومها بان الحزب حالة قائمة ،وكافة الدول ولاسيما الغربية والعربية والخليجية تتواصل معه ، فان عدم حصول اي زيارة منذ نحو شهر ونيف للناىب وائل ابو فاعور الى المملكة العربية السعودية لاستشفاف اخر التوجهات ،رغم التواصل الدائم مع السفير السعودي وليد البخاري الذي يشارك في لقاءات باريس.دفعه نحو هذه الخطوة – الرسالة .
فان اعتبارت جنبلاط ،تكمن في انسداد الافق الداخلي والخارجي ،وعدم الاهتمام بملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني من قبل جهات خليجية -غربية تتعاطى مع هذه الازمة الرئاسية ببرودة ،مراهنة على صحوة ضمير القوى المحلية ،التي معظمها مرتبط في الخارج وينتظر التوجيهات بعد عقدها صفقة خارجية متى تلاقت مصالحها .

لذلك اراد الزعيم الدرزي ،ان يحرك هذا الملف ، فالقوى الداعمة لمعوض وصلت الى اقصى ما تستطيع ان تؤمنه له من اصوات ،وهو ايضا من بين داعميه ،والان بات موعد الانتقال الى رئيس ،من خارج الممانعة و المعارضة ،والبحث عن مواصفات عملية .
وعدم تمكن الاحزاب والنواب المستقلين والتغيريين عند المسيحيين ،من صياغة تفاهم رئاسي ببعده الوطني ، بالتوازي مع طروحات لتعديل النظام ،بعد نحو اقل من شهرين على لقاء وطني لدعم اتفاق الطائف عمل له السفير البخاري ،وشاركت فيه قوى مؤيده لهذا الاتفاق ،هو ايضا عامل دفع جنبلاط وفق المطلعين الى طرحه اسماء ممكن ان يأتي من بينها رئيس الجمهورية ،او ربما اخر من خارج المرشحين الذين بات وصولهم غير محسوم في المدى المنظور .

فالتوازن القائم في البلاد ،الموزع بين قوى مسيحية مشتتة وتطالب بتباين بتعديل النظام ،اسوة بالقوات اللبنانية ، الوطني الحر والكتائب اللبنانية، ومنها من هو قراره خارجي ،وبين حزب الله الفاعل والمتمدد و ” ينام على ورقة ” تعديل النظام في الوقت المناسب ، وبقاء الطائفة السنية متمسكة باتفاق الطائف ، وانتزاع السفير البخاري في اجتماعات باريس موقفا فرنسيا رسميا بعدم المس بهذا الاتفاق ،لكن من الممكن ان يوصل الامر على وقع الفراغ وتشتت القوى المسيحية الى الاطاحة به ،او اقله الاستمرار في الفراغ الذي يهدد الاستقرار امنيا واجتماعيا وهو يلمس هذا الواقع بصورة مباشرة داخل بيئته ، فكان مبادرته وفق منطق طالما انتم يا مسيحيين تلكأتم عن ايجاد حل لهذا الامر ،فانني اقدمت عليه لمصلحة الجميع وبنوع خاص المسيحيين والدروز .
ليست المرة الاولى التي يدور فيها المسيحيون في حلقة مفرغة -انتحارية ، وتصل علاقة بعضهم بالطوائف الاخرى الى حد التبعية ،وتكون تصرفاتهم مدمرة للكيان ومستقبل الاجيال الذين يتهجرون نتيجة مغامراتهم ،فكان على احد ما ان يقدم على مبادرة ببعدها المسيحي والوطني لاخراج البلاد من الازمة الشاملة وقدعمد جنبلاط الى مبادرته بما لا يعني نجاحها انما حاول على قاعدة الضرورة .
لم تشهد البيئة المسيحية مبادرة من اي جانب ،نتيجة المزايدات المدمرة التي عانى منها الرئيس الراحل فؤاد شهاب الذي كان يردد بانه يجب تحقيق مصلحة المسيحيين رغما عنهم ، وقد يكون جنبلاط رغم وراثته التاريخية لعداوة الشهابية يعتمد الاسلوب ذاته ،بان يعمل لمصلحة المسيحيين عوضا عن مسؤوليهم وقواهم ..شاء من شاء وابى من ابى…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى