أبرز الأخبار

“ذاهبون إلى مرحلة خشنة”… كل شيء سيكون خطير وصعب!

“ليبانون ديبايت”

تكاد كل المعطيات المتصلة بالفراغ الرئاسي، تنزلق وبشكلٍ يومي نحو متاهة، يصعب في ضوئها، الوصول إلى حلولٍ ديمقراطية ودستورية، ما يساهم في إدامة التعطيل عنواناً للإستحقاق الرئاسي، وفي إبقاء الإنتخابات الرئاسية معلّقة على الحسابات والمقايضات محلياً وإقليمياً. فهل يعني ذلك أن ما من إنتخابات في المدى المنظور؟

للإجابة عن هذا السؤال، ينصح النائب السابق الدكتور فارس سعيد، بقراءة المشهد الرئاسي، من الخارج باتجاه الداخل، لأنه عندما يتّفق اللاعبون الخارجيون تحصل التسويات في لبنان، لافتاً إلى أن “الترسيم البحري مع إسرائيل، لم يُنجّز إلاّ في ضوء اتفاقٍ أميركي – إيراني في تشرين الماضي، واليوم ما من اتفاق بين الطرفين، ولذلك ما من انتخابات رئاسية”.

ويقول الدكتور سعيد لـ “ليبانون ديبايت”، إن الأطراف الداخلية، اعتبرت أنها ستحصل من واشنطن على “ثمنٍ لقاء تسهيل الترسيم، ولكن من الواضح أن ما من أثمان لذلك، بدلالة أن مهندس الترسيم آموس هوكستين، قد حمّل اللبنانيين مسؤولية عدم القيام بإصلاحات من أجل حصول لبنان على الكهرباء من الأردن ومصر”. وعليه، يؤكد سعيد، غياب أي تسهيلات أميركية لصالح إيران في المنطقة، و”حزب الله” في لبنان، من أجل أن “يُفرج الحزب عن استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، لأن لبنان محتجز من قبل الحزب بطلب إيراني حتى تتحوّل ورقة الرئاسة إلى ورقة تفاوض بين إيران وواشنطن”.

وانطلاقاً ممّا تقدم، يعتبر الدكتور سعيد، أن لبنان يتجه إلى مرحلة شديدة الصعوبة، مشيراً إلى أن ما هو معروض على مستوى أي حوار داخلي ولو لم تنجح دعوة رئيس المجلس نبيه بري “خطير”، ويعزو خطورته إلى أنه أولاً، يختزل 128 نائباً ب12 يحلّون مكانهم، أي “عملية إلغاء لنتائج الإنتخابات النيابية وإلغاء العملية الديمقراطية بالتصويت لانتخاب رئيسٍ، واستبدالها باتفاقٍ عشائري بين 12 أو 15 سوبر نائباً فقط، بينما النواب الباقون سيصبحون نواباً درجة ثانية”.

أمّا الخطر الثاني، وفق الدكتور سعيد، فيتمثل بجلوس “حزب الله” بصفته الإقليمية، ويضع مسدساً على الطاولة، بينما الآخرون سيجلسون بصفتهم المحلية من دون مسدس، ما يجعل من أي حوار “غير متكافىء”.

وعن المشهد اليوم، يتوقّع سعيد أن يدخل لبنان في مرحلة “خشنة” بنتيجة الإنكشاف السياسي والأمني والإنهيار المالي وتردّي الوضع الإجتماعي، بالإضافة إلى الفراغ الدستوري، بمعنى أن كل شيء سيكون خطيراً وصعباً.

ويشير إلى أن “الحزب يطيل الفراغ بانتظار المتغيرات الإقليمية، بينما في المقابل، الآخرون لا يقومون بأي شيء ويكتفون بخوض معركة من أجل النصاب في المجلس النيابي، أو معركة الصلاحيات والتعدّي على الصلاحيات المسيحية، أو معركة تفسير مواد دستورية، بينما “مرتا مرتا أنتِ منشغلة بأمور كثيرة والمطلوب واحد”.

وعن المطلوب، يرى سعيد أنه على “نواب الأمة أن يقولوا أن من يحتجز الإستحقاق الرئاسي هو الحزب، وبقرار إيراني، وبأن إيران تمسك بالقرار الوطني اللبناني ولبنان، وعندما يرفعون هذا العنوان يصل صوتهم إلى دوائر القرار العربية والدولية ويستمعون لهم، بينما العناوين التي يرفعونها كالنصاب والصلاحيات لا يستمع إليها المجتمع الدولي والعربي، ولا يتأثر بها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى