أبرز الأخبار

كي لا يلقى مصير الحريري.. نصيحة سعودية لميقاتي

على مدى سنوات يسعى الرئيس نجيب ميقاتي الى ايجاد فرصة تسمح له اللقاء مع المسؤولين السعوديين ولو لدقائق، ليتسنى للمصورين التقاط الصورة وسط كل هذا المشهد السوداوي الذي يتحكم بالعلاقة بين المملكة والدولة اللبنانية.

جاءت القمة الصينية الخليجية في توقيت الفراغ الرئاسي اللبناني لتعطي ميقاتي الـ pass الذي انتظره الرجل طويلا ليكون ضيف ولي العهد السعودي بوصفه “فخامة رئيس الحكومة” كما ردد بعض الاعلام في المملكة، وليقتنص الفرصة ويجتمع بولي العهد السعودي ويشرح له بدقائق ما يجول بتفكير الرجل من محبة وحرص على أمن المملكة والتشديد على رغبة لبنان الرسمي مع حكومة تصريف الاعمال التي يرأسها بإعادة العلاقة بين بيروت والرياض كما كانت قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

تسلَّح ميقاتي بـ “تمرده” على التيار الوطني الحر والطرف المسيحي، حين عقد جلسة لمجلس الوزراء بدعم من الثنائي حزب الله حركة أمل، فاعتقد أن هذه الخطوة قد تضيف الى رصيده شيئا يساعد على فتح كوة في جدار الازمة مع المسؤولين في المملكة، مع تسويق بعض الطروحات كتلك التي تتحدث عن قدرة ميقاتي على اقناع الحزب بضرورة دعم الحكومة ورئيسها والعودة الى طاولة المؤسسة، وبالتالي تمكن ميقاتي في هذا الاطار من منع اي فراغ قد يطال الرئاسة الثالثة وما لهذا الامر من أهمية على مستوى الطائفة ورعاتها. حرك رئيس الحكومة اتصالاته مع اصدقائه الاوروبيين وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لتأمين لقاء ولو قصير مع ولي العهد السعودي والحديث معه عن الأزمة اللبنانية وتداعيات خروج المملكة من لبنان والفراغ الذي تركه هذا الامر على المستويات كافة لاسيما الاقتصادية والمالية، وسُبل العودة والضمانات التي يساهم ميقاتي بإيجادها لهذا الغرض في المرحلة المقبلة وتحديدا مع رئيس جديد للبلاد.

كان رئيس تيار العزم يراهن على انفتاح سعودي حيال بعض الطروحات المتعلقة بحزب الله في ضوء المحادثات التي تجريها المملكة مع ايران والتي قد تكون ايجابية بالنسبة للوضع اللبناني. يذهب ميقاتي أكثر نحو دعم خيارات رئاسية عدة شرط أن تكون اقرب الى الرياض منها الى عواصم أُخرى، وبالتالي فإن تمني ميقاتي بوصول رئيس تيار المرده سليمان فرنجية الى الرئاسة ليس منزلا، بل هو واحد من الخيارات التي يجب أن تكون من ضمن الخيارات التي تتبناها السعودية والا، فإن فرنجية قد يلتحق بشخصيات أُخرى قطع ميقاتي “أواصره السياسية” معها وانتقل رهانه الى مشاريع أقرب الى الاوروبيين والسعوديين منها الى المحور الآخر.

النصف ساعة التي اقتنصها ميقاتي من عمرته السعودية، لم تكن كافية لتبديل موقف ولي العهد محمد بن سلمان الذي يتطلع الى مشاريع أهم من لبنان وسياسييه ومصالحهم، فالرجل استمع الى “المديح والمشاعر الخالصة” للرئيس ميقاتي، ولكنه طوى كما تؤكد مصادر سعودية لـ “ليبانون فايلز” أوراق اللقاء على عجل لأن المسؤولين في المملكة باتوا أكثر قناعة بأن أي حوار مع المسؤولين في بيروت يمر أولا في ضاحيتها وعدا ذلك تضييع للوقت، بل إن بعض المسؤولين السعوديين نصحوا ميقاتي أن يتخذ قرارات أكثر وضوحا لاسيما تلك المتعلقة بحزب الله ونشاطه خارج الحدود، والا قد يلقى الرجل مصير سلفه الرئيس سعد الحريري ويعود الى مؤسساته وتجارته بعيدا من السياسة.

الفيتو السعودي على لبنان لم ينتزعه ميقاتي بلقائه القصير مع ولي العهد السعودي، والحالة ستبقى على ما هي عليه الا اذا ارتقت المفاوضات بين السعودية وايران الى حدود تنسيق المصالح، عندها يمكن أن تعود المعادلات الاقليمية الى بيروت ولكن مع دور أهم لحزب الله داخل مؤسسات الدولة.

علاء خوري ليبانون فايلز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى