أبرز الأخبار

لا رئيس من دون موافقة السعودية

بقلم وجدي العريضي

تؤكد أكثر من مرجعية سياسية في مجالسها أنّ قطار التسوية انطلق في الخارج، ولا سيما بعد لقاء كل من الرئيسين الفرنسي والأميركي إيمانويل ماكرون وجو بايدن حيث كان لبنان عنواناً أساسياً بينهما، وهذا ما ستظهر معالمه قريباً بعد تبلور صورة اللقاء، وما اتُّخذ من قرار بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي الذي يبقى من العناوين الأساسية التي بُحثت في هذا اللقاء، في حين ثمة مَن يؤكد أنّه لا يمكن انتخاب أي رئيس للبنان بمعزل عن المملكة العربية السعودية وموافقتها، بحيث يجب ألا تتكرر خطيئة التسويات السابقة التي جاءت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وأدت إلى تدمير العلاقات العربية وتحديداً السعودية مع لبنان، الأمر الذي لم يحصل منذ الاستقلال وحتى اليوم. وتجنباً لمثل هذه الأخطاء يستمر التواصل الفرنسي – السعودي، ودور المملكة في لبنان جارٍ على قدم وساق من خلال ما يقوم به السفير الدكتور وليد البخاري، لذلك ثمة تأكيد، دولياً وعربياً وداخلياً، على أنّه لا يمكن تجاوز المملكة في المساعي الجارية من أجل إنتاج رئيس جديد للجمهورية، وعلى هذه الخلفية فإنّ ما يقوم به حزب الله إنّما هو لرفع سقف شروطه وتحدياته للرياض ولقوى سياسية لبنانية سيادية واستقلالية، وهو لا يعدو كونه تلبيةً لإيران التي ما زالت بحاجة ماسة إلى هذا الحليف الذي حوّل الساحة الداخلية الى منصةً لطهران في ظل ما تشهده من حركة احتجاجات هي الأكبر في تاريخ الثورة الإسلامية الإيرانية، وصولاً إلى أمور أخرى، ما يستدعي من المسؤولين اللبنانيين تجنّب أي انزلاقات أو تسويات بإمكانها أن تسجل “فاولات” في منطقة “الجزاء العربية” وتحديداً السعودية، من خلال إعادة مشهدية انتخاب رئيس شبيه بالعماد ميشال عون. وعلى هذه الخلفية كل المساعي الهادفة والجارية اليوم إنّما تأتي مدروسة لتجنّب الأخطاء الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى