أبرز الأخبار

هل يولد تفاهم الرابية – بنشعي على أنقاض تفاهم معراب؟

يُصِرُّ حزب الله والحلفاء على الورقة البيضاء في جلسة انتخاب رئيس للبلاد، ويؤكد الحلف أنه ماض بهذا السيناريو طالما ان الحليفين اللدودين باسيل-فرنجية لم يصلا بعد الى تفاهم مشترك يقودهما الى تسوية سياسية تنقل رئيس تيار المرده من موقع المرشح الرئاسي الى كرسي بعبدا.
عوامل كثيرة متداخلة تمنع وصول فرنجية، قد تختلف عن العوامل التي منعت الرئيس ميشال عون على مدى سنتين ونصف السنة من ولوج الكرسي الاولى، ولكنها أيضا مهمة وتتعلق بأكثر من طرف، بعضها قد يتم تذليله بمسعى من الثنائي وبعضها الآخر يحتاج الى تسويات خطية أبعد من تفاهمات وتحديدا بين التيار والمردة.
لا يُظهر الحزب أي ردة فعل على كلام رئيس التيار جبران باسيل من فرنسا والذي أصابت سهامه الوزير سليمان فرنجية وخلفه الرئيس نبيه بري الذي سارع الى الرد بالمباشر ومن دون أي مواربة. وتؤكد مصادر الحزب أن الامور تحتاج الى مزيد من المساعي والحوار وغير مقفلة بل يلزمها خارطة طريق رئاسية يطلبها باسيل وهي قيد الدرس قبل أن تتبلور في المرحلة المقبلة.

وفي حين تتكتم المصادر عن تلك الخارطة، تتقاطع المعلومات حولها، وتشير الى أن باسيل يريد ضمانات من الحزب لا فرنجية وعلى رأسها تبنيه لرئاسة الجمهورية بعد ست سنوات او في حال الشغور الرئاسي بعد فرنجية، اضافة الى اتفاق مكتوب مع رئيس المرده والثنائي حول شكل الحكومة العتيدة وبرنامجها ودور التيار فيها، لاسيما وأن باسيل لن يرضى الا بحصة دسمة تأتي على مستوى التمثيل النيابي الذي حظي به، وأن يتعهد فرنجية بالتعاون مع التيار في الملفات المتصلة بالفساد ولا ينقلب عليه قضائيا، ومن دون اغفال الملفات المرتبطة بالتعيينات.
رَفْعُ سقف المواجهة الكلامية والهجوم الباسيلي على فرنجية، يشبه هجوم رئيس التيار على الرئيس نبيه بري ووصفه بالبلطجي. يومها تقصد باسيل التسريب لشد العصب المسيحي وتحديدا الفئة التي تعتبر بري رئيس منظومة الفساد في لبنان، وقد نجح رئيس التيار بشد عصب محازبيه، ولكنه سرعان ما تراجع عن كلامه بعد الاستحقاق النيابي ورتب حزب الله زيارة للرجل الى عين التينة لكسر الجليد مع الرئيس بري الذي بقي على مسافة مع باسيل واستقبله كأي رجل سياسي يطرق باب الرئاسة الثانية.
باسيل وريث الرئيس ميشال عون في رئاسة التيار، تعلَّم من قائد الجيش السابق كيفية التفاوض في الازمات ومتى يُرفع السقف وعند أي نقطة يبدأ التنازل وتسقط الشروط. برأي باسيل لا تزال المفاوضات في بدايتها، ويلزمها جولات خارجية كثيرة واطلاق مواقف دسمة ضد فرنجية والمنظومة الى أن تُطلق صافرة التسويات الاقليمية والدولية لتُعلن الجاهزية لمعركة رئاسة الجمهورية مع اختيار الرئيس التوافقي بين جميع المكونات. عندها ينطلق باسيل نحو مرحلة التفاوض برعاية حزب الله في الداخل وعندها يمكن الوصول الى تفاهم بين باسيل وفرنجية شبيه بتفاهم معراب ولكنه معكوسا هذه المرة، حيث يعرض فرنجية على باسيل رزمة البنود التي يمكن التفاهم عليها للمرحلة المقبلة، وهي قابلة للحياة خلافا لتفاهم معراب الذي كان يُطبخ بعيدا عن الطاهي الرئيسي أي حزب الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى