أبرز الأخبار

عن دينامية باسيل داخلاً وخارجاً… أبعد من الرئاسة!

أقلق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أكثر من طرف داخلي بفعل الحراك السياسي المحلي والخارجي الذي يضّطلع به راهنا، ويؤسّس لخطوات كبيرة في المدى القريب. ولا يخفى أن ثمّة جهات كثيرة سياسية وديبلوماسية تتقصى حقيقة هذا الحراك وما ينطوي عليه من أهداف، فيما البعض يقارب مجمل هذا الحراك بمنطق غرضيّ أحيانا كثيرة.

في أقلّ من أسبوعين حطّ باسيل في الدوحة ثم في باريس، ولكلتا العاصمتين دور واضح ومعلن في الشأن اللبناني. صحيح أن قطر برز دورها أخيرا في ملف الغاز حيث احتضنت إجتماعات على مستوى رفيع وحاسم في هذا الشأن شارك فيها باسيل بشكل أساس. لكن حضورها السياسي غير خفيّ، تماما كما تأثيرها، حتى لو احتفظت بأدوارها صامتة بعيدا من الضجيج والصخب. أمّا باريس فتجهد لخاتمة مشرقة للإستحقاق الرئاسي، بعد دورها في الملف الحدودي البحري بين لبنان واسرائيل.

قيل الكثير عن زيارة باسيل الى الدوحة أو الأصح زياراته، وجرى ربطها حصرا بمسألة العقوبات. ويُسوَّق الأمر نفسه لزيارته الى باريس، فيما إنبرى خصومه الى استهداف هذه الزيارة حتى قبل أن يظهر من نتائجها القليل.

يبدو التيار الوطني الحر حريصا على عدم الكشف عن أي معطيات تتعلّق بحراك باسيل، لا القطري منه ولا الفرنسي، ولا التركي كذلك. لسان حال قيادة التيار أن لكلٍّ أوانه، وأن في مثل هذه الزيارات يكون توقيت الإفصاح عن فحواها، في أحيان كثيرة، يوازي أهمية المحتوى نفسه. لذا كان الحرص على الإبتعاد عن التعليق على هذا الحراك، رغم كثرة الحشرية التي استجلبها.

لكن المعلومات القليلة المتوفرة تشير الى أن دينامية باسيل في تصاعد هذه الفترة، وأنّ كل ما يسرّب ويُحكى ويُتداول لا يتقاطع مع الحقيقة، لا بل في أحيان كثيرة يعاكسها تماما. ويبدو أن باسيل يضّطلع راهنا بدور وازن محلي وخارجي يتخطى مسألة إنتخاب رئيس للجمهورية، فيما خصومه يقزّمون معركتهم معه، ويتلّهون بمخاصمته على مشروع محطة للصرف الصحي من هنا وتأهيل طريق من هناك، بما يعكس الضحالة التي باتت سمة من سمات العمل السياسي في لبنان.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى