أبرز الأخبار

من بري إلى القوات والتيار…تحملوا مسؤولية رفض الحوار ولا جلسات انتخاب!

أن يعتذر رئيس مجلس النواب نبيه بري عن عدم السير بالدعوة للحوار بين الكتل النيابية للوصول إلى رئيس توافقي بسبب تحفظ أكبر كتلتين مسيحيتين عن المشاركة، فهذا أمر إيجابي يسجل له. لكن ان يصوب بطريقة غير مباشرة من خلال البيان على اتهام هاتين الكتلتين المسيحيتين أنهما وراء إطالة فترة الشغور الرئاسي…وتحملوا مسؤولية قراراتكم فالأمر جدير بالتوقف عنده!.

ما أمكن قراءته من بين سطور البيان ليس تبصيرا ولا تنجيما خصوصا أنه كان واضحا في هذا المعنى، إذ ورد فيه أنه “بعد استمزاج الآراء حول الدعوة للحوار بين الكتل النيابية للوصول لرئيس توافقي يعتذر الرئيس نبيه بري عن عدم السير قدماً بهذا التوجه نتيجة الاعتراض والتحفظ سيما من كتلتي “القوات” والتيار”.

إلا أن العودة قليلا إلى المواقف تكشف عن تمايز كبير في الأسباب المبدأية التي أدت إلى رفض كتلة القوات اللبنانية الدعوة للحوار للوصول إلى رئيس توافقي وبين موقف التيار الوطني الحرالرافض لمجرد الرفض والنكاية بالرئيس بري الذي استبق الدعوة في الإعلان عن أنه لن يدعو لجلسات جديدة قريباً لانتخاب رئيس للجمهورية، بعدما تحولت إلى “مسرحية فاشلة، ولا طائل منها”، وسيحاول استبدالها بحوار بين القوى السياسية.

وقبل أن يباشر بإيفاد مندوبين عنه لاستمزاج رأي الكتل بهذا الخصوص، جاء الرد الأول من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي أعلن عن عدم حماسته للحوار حول الملف الرئاسي. لكنه أبدى استعداده للمشاركة “تخوّفاً من أي محاولة تعطيل إضافية” واشترط أن يأتي الحوار في “سياق جلسة انتخاب رئيس الجمهورية”. أما الرئيس السابق ميشال عون فاعتبر أنه “يحق للرئيس نبيه برّي أن يتشاور مع الكتل النيابية وليس أن يدعو للحوار…وحتى إن انتهت ولايتي الرئاسية، فلا يحق له أن يحلّ مكان رئيس الجمهورية، والحوار حول الموضوع الرئاسي سيفشل، ولكن التشاور ربما قد يفضي إلى نتيجة كونه حوارا بين اثنين، ولكن المجموعة لا تحاور بعضها كلها”.

بالتوازي أشار رئيس كتلة “التجدد” النائب أشرف ريفي، إلى أنه لن يشارك إن حصلت طاولة الحوار لأن” التصويت سري، علما أننا نقول لمن ‏سنصوت علناً، لكن لا يمكن لأحد أن يُجلسنا على طاولة ويسألنا عن الاسم أو للاتفاق على اسم معين، فحزب الله لا يتفق على شيء الا ‏وينقلب عليه”. ‏لكن قرار ريفي لم يشمل نواب الكتلة بحسب قوله.

قد يكون هناك آخرون ممن كانوا سيعترضون أو يتحفظون لكن لماذا أصر بري فقط على تظهير موقف أكبر كتلتين مسيحيتين؟.

النائب في كتلة الجمهورية القوية نزيه متى أكد عبر” المركزية”، “أننا كقوات لبنانية لم نرفض الحوار إنما صوّبناه وقلنا إذا كان لا بد من حوار فليحصل ذلك تحت قبة البرلمان وذلك قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية. وإذا كان الهدف منه الإتفاق على رئيس للجمهورية فيجب إيجاد آلية لتسريع عملية الإنتخاب على أن يكون ذلك تحت قبة البرلمان. أما إذا كان الهدف من الدعوة للحوار الإتفاق على رئيس فهذا ينسف مبادئ الدستور والنظام البرلماني الديمقراطي”.

ويشير متى إلى ضرورة التمييز بين موقف القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر”رفضنا مبرر بموجب الدستور اللبناني أما رفض التيار فجاء بالمطلق وعلى ذمة باسيل”كيف بدي روح على حوار وإقعد مع ناس عم يشتموني”؟. وحول خلفية ما ورد في ختام البيان لجهة التصويب على كتلتي القوات والتيار يقول:” للوهلة الأولى نفهم من كلام الرئيس بري أنه يريد القول بأن أكبر كتلتين مسيحيتين تعطلان انتخاب رئيس الجمهورية من خلال رفضهما الحوار، فهل يعني ذلك أنهما حريصتان على الموقع المسيحي الأول في الجمهورية اللبنانية؟”.

ويختم ردا على سؤال حول الخطوة التالية المرتقبة :” كل دعوة لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية سنلبيها وسنستكمل اللقاءات مع كتل المعارضة للإتفاق على مرشح للحصول على أعلى نسبة أصوات “.

الرسائل التي حملها البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب ليس خافيا على أحد “لكن حسنا فعل بري بإلغائه الدعوة بعد تمنّع كتلتين مسيحيتين وازنتين عن الحضور” يقول الكاتب والباحث السياسي بشارة خيرالله لـ”المركزية” مضيفا “إلا أن ثمة ما هو أخطر بكثير. فالرئيس بري يحاول تحميل المسيحيين عموما والموارنة خصوصا مسؤولية أي تأخير محتمل في انتخاب رئيس للجمهورية. وهو بذلك يرفع عن نفسه المسؤولية واللوم في حال عدم دعوته لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية. باختصار هو يحاول أن يغسل يديه من دم كرسي الرئاسة”.

 

المركزية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى