أبرز الأخبار

الحزب أعطى ضمانات أمنية لإسرائيل ماذا عن الداخل؟

بغض النظر عن مقولة “ما بعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية ليس كما قبله” يبدو ان المفاعيل الأمنية هي الأكثر تأثيراً أقله على المدى المنظور خصوصاً ان عملية اكتشاف الثروة لن تظهر قبل 4 أو 5 أعوام وبالتالي الإستفادة منها على المستوى الإقتصادي. إلا ان الكلام عن هذه المفاعيل لا يزال مطويا في ظل سطوة الإستحقاق الرئاسي والفراغ المرتقب إضافة إلى استحقاق انتهاء عهد الرئيس ميشال عون وخروجه من قصر بعبدا ظهر غد الأحد.

مصادر معارضة أكدت عبر “المركزية” أن المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية باتت أكثر اطمئنانا بعدما بات ثابتا لديها أن عملية استخراج الغاز من حقل “قانا” سيدفع حزب الله إلى احتساب كل خطوة سيقوم بها تجاه إسرائيل او في حال الذهاب إلى أي معركة مقبلة مع “إسرائيل”، وبالتالي تزداد قوة الردع الإسرائيلية تجاه حزب الله، إضافة إلى أنَّ الاتفاق يخفف من أعباء حماية “الجيش” الإسرائيلي لحقول ومنصات استخراج الغاز في البحر المتوسط، وخصوصاً حقل “كاريش”، الذي كان من الواضح أن تهديدات حزب الله باستهدافه جدية فعلاً، بحسب “تقديرات” الجيش الإسرائيلي.

من هنا تضيف المصادر نفهم دعم الجيش الإسرائيلي لتمرير الاتفاق، رغم كل الصعوبات السياسية الداخلية الإسرائيلية، وما يعزز هذه النظرية تصريح عميد الاحتياط في “الجيش” الإسرائيلي، يوسي كوفرفاسر حيث قال:” ليس لدى إسرائيل ردٌ جيد على تهديدات نصر الله. لذلك، تُفضل التنازل عن منطقة من البحر أعلنتها مياه إقليمية لها، أي منطقة سيادية لها، وبعض المياه الاقتصادية التي ادَّعت حيازتها الحصرية فيها، من أجل تَجنُبِ الصراع مع حزب الله والسماح بالعمل الهادئ في حقل “كاريش”.

في المقلب اللبناني ، وفي حين صرح حسن نصر الله: “أن المقاومة في بحرنا تمتد إلى غزة… حين تتحرّر فلسطين لن نختلف مع إخواننا الفلسطينيين على حدودنا البحرية”، الأمر الذي يوضح أن علاقة الصراع بين حزب الله ودولة الاحتلال ما زالت على حالها، ولم يغيرها اتفاق ترسيم الحدود، إذا به في آخر إطلالة له ينسف ما ورد وذلك في قوله:” بأن مهمة المقاومة أنجزت مع توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية وكذلك مهمة صواريخ ما بعد بعد بعد حيفا وأيضا التدابير والإستنفارات الإستثنائية “.

حسن نصرالله قال الشيء ونقيضه وسيقول أكثر بعد لكنه حتى اللحظة لم يأتِ على ذكر سلاح حزب الله ودوره وعلى من سيوجه بعدما قال بنفسه أن مهمة المقاومة تجاه إسرائيل انتهت فهل يستيقظ اللبنانيون ذات يوم من سكرة الإستحقاق الرئاسي ليجدوا أنفسهم في عهد فخامة الفراغ بقيادة سلاح حزب الله؟

رئيس المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان النائب السابق فارس سعيد يلفت إلى” اننا دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها تحت عنوان نهايات بدءا بنهاية الصراع بين لبنان واسرائيل عملياً، ونهاية سبب وجود حزب الله حتى كحزب لأنه لا يشتغل في السياسة إلا بالبزة المرقطة وبالتالي لم يعد من سبب لوجوده مع انتزاع “المرقطة” عنه ، مرورا بنهاية الصراع العربي –الإسرائيلي في ظل توقيع اتفاقيات سلام بين إسرائيل وغالبية الدول العربية ونهاية الخوف داخل إيران وصولاً إلى نهاية النظام العربي القديم ، إزاء كل هذه النهايات نحن أمام صفحة جديدة في المنطقة والسؤال الذي يطرح: مع هذه النهايات التي تحصل ماذا نريد كلبنانيين؟

يضيف :”من دون شك سيحاول حزب الله من بعد أن انهى الصراع مع إسرائيل أن يرتد علينا في الداخل. وهناك من يظن أنه سيتمكن من تأمين الحماية الذاتية لحزبه من تداعيات أحداث المنطقة الهائلة التي تحصل اليوم إذا ما انسحب من لبنان واقتطع لنفسه بقعة جغرافية ومكث فيها وبنى عليها دورة إقتصادية إجتماعية مالية جديدة سياسية امنية وعسكرية . لكنني لست من هذا الرأي إطلاقا.

إزاء هذا الواقع،الجديد، يحدد سعيد ثلاث نقاط أساسية : التمسك بموقفنا من جديد بالعيش المشترك الإسلامي – المسيحي، ومواجهة أي مشروع غطرسة أو سحب إصبع أو هيمنة أو غلبة في الداخل من قبل الحزب في الوحدة الداخلية وليس الإنسحاب منها . فلبنان لا معنى له في هذه المنطقة إلا إذا كان محتضناً لمبدأ العيش المشترك .

ثانياً: نريد للجيل الذي ولد بعد العام 2000 ويحمل هواتف ذكية أن يكون قادراً على الإنخراط في العصر ويتكلم لغات ويسافر إلى الخارج ويقبل الخارج عنده، وأن تفتح آفاق السياحة والتبادل مع كل الأطراف.

ثالثاً : نريد عروبة حديثة إنسانية ثقافية لا دينية بمعنى أنه لكي تكون عربياً لا ضرورة لأن تكون مسلماً، ولا سياسية بمعنى أن لا تكون مضطرا لأن تكون بعثياً إذا كنت عربيا. فأنت عربي لمجرد أن تتكلم باللغة العربية وقادر على أن تبني في هذه المنطقة ماضي مشترك وحاضر مشترك ومستقبل مشترك مع العرب.

ويختم سعيد “أمام هذه المرحلة الجديدة مطلوب من جميع القوى السياسية والحيّة في المجتمع ومن جميع القوى والوطنيين داخل كل الطوائف حماية لبنان “برموش العيون من هذه الردة من قبل حزب الله ومن منحي الانسحاب لدى البعض من فكرة لبنان”.

جوانا فرحات – المركزية.

شارك الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى