أبرز الأخبار

جعجع يفتح باب التسوية الرئاسيّة باكراً: معوّض لضرب فرنجيّة وتسهيل وصول عون

في ظل التمسك المعلن من قبل حزب “القوات اللبنانية” بترشيح رئيس حركة “الإستقلال” النائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية، كان لافتاً جدا أن يعلن رئيس الحزب سمير جعجع العودة إلى المرشح الذي سبق له أن دعم ترشحه مباشرة وغير مباشرة، أي قائد الجيش العماد جوزيف عون، حيث كان جعجع واضحاً في الإعلان أن حزبه لا يعترض على وصوله الى رئاسة الجمهورية، حتى ولو كان يفضل رئيساً مدنياً.

تعلم القوات اللبنانية أن ميشال معوض ليس مرشحاً جدياً الى الرئاسة، وتبنّيها لترشيحه يراد منه تحقيق هدفين هما طرح مرشح سياسي ينتمي الى قوى 14 آذار لإقفال الباب أمام ترشيح سليمان فرنجية من قوى 8 آذار، أي سحب مرشح مقابل سحب المرشح الآخر، والهدف الثاني هو محاولة إظهار وحدة فريق نيابي معين يجعل أسهمه أعلى عند الحديث عن التسوية الرئاسية.

في هذا السياق، تقرأ مصادر سياسية متابعة موقف جعجع مع ترشيح العماد عون، والذي جاء في مقابلة على شاشة عربية، من منطلق الإدراك أن معوض لا يمكن أن يصل إلى موقع الرئاسة الأولى، لا سيما أن “القوات” لم ينجح في تأمين التوافق عليه، حتى بين الكتل النيابية المعارضة، كما أنه يصنف من قبل الأفرقاء الآخرين، خصوصاً قوى الثامن من آذار و”التيار الوطني الحر”، على أساس أنه مرشح تحد، وبالتالي لا يمكن أن يكون هو المخرج، الذي يتطلب تأمين موافقة 86 نائباً، أي نصاب إنعقاد الجلسة.

من وجهة نظر هذه المصادر، بعد جولتين من التمسك بمعوض، يبدو أن جعجع قرر فتح باب التسوية مبكراً، بالرغم من أن الفريق الآخر لم يذهب إلى إستخدام أي من الأوراق التي بين يديه حتى الساعة، من خلال إعادة طرح إسم قائد الجيش ليكون ما يمكن وصفه بمرشح “التسوية”، خصوصاً أن هذا الاسم من الممكن الجزم أنه “بيقطع” على المستوى الدولي، بينما من الناحية المبدئية ليس هناك من فيتوات محلية عليه.

في الوقت الراهن، العقبة الوحيدة التي تقف في طريق عون تكمن بأن إنتخابه يحتاج إلى تعديل دستوري، الأمر الذي من الصعب أن يحصل ضمن المهلة الدستورية المحددة لإنتخاب رئيس جديد، لكن هذه المهلة تسقط بعد الدخول في فترة الشغور الرئاسي، إنطلاقاً من الفتوى التي كانت قد طبقت عند إنتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان، وبالتالي فرص هذه التسوية، التي كان جعجع قد فتحها، قد تكبر، في حال وجدت تجاوباً من الأفرقاء الآخرين، لا سيما “التيار الوطني الحر”، نظراً إلى أن هناك من يعتبر أن رئيس التيار النائب جبران باسيل، في حال وصلت الأمور إلى حدّ الإختيار بين سليمان فرنجية وجوزيف عون، قد يختار الثاني، ولو أنه يسعى اليوم لتسويق مرشحه (وزير سابق) على أساس أنه المرشح الوسطي الذي قد ينال رضى الجميع، ويحاول أن يُقنع التغييريين في تبني ترشيحه، الأمر الذي يعطيه صبغة “تغييرية” قد يحتاج إليها في السباق الرئاسي.

صحيفة الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى