أخبار محلية

هل انتقلت “المعركة” إلى داخل زغرتا؟

/ مرسال الترس /

ساذج من يعتقد، في لبنان وخارجه، أن زغرتا الخمسينات والستينات، هي نفسها اليوم لجهة التعاطي بالعقلية الصدامية التي تستند الى تجرع استسهال استخدام المسدس والبندقية في كل شاردة وواردة، كما يزال يسعى أن يصوّر ذلك بعض المقلدين الفكاهيين الذين ما زالوا يعيشون في تفكيرهم في تلك الحقبة السوداء، أو ربما هناك جهات توحي لهم وتقف وراءهم بدعم مطلق من أجل تمثيل ذلك مشهدياً، عبر بعض الشاشات أو ضمن المسارح السطحية.

منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، أي منذ ثلاثة عقود كاملة، نجحت القيادات الزغرتاوية، وفي مقدمها حينها رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، في وضع حد لتلك الحقبة السوداء، حين تم اتخاذ قرار جماعي بعد لقاء موسع لأبرز القيادات السياسية في دار الكهنة قرب كنيسة مار يوحنا المعمدان وسط البلدة، بأن أي شخص يفتعل مشكلة أمنية، مهما كان حجمه، يتحمل شخصياً مسؤولية أفعاله، وبالتالي يتعهد الجميع بتسليم أي فرد يُقدم على أي تصرف يمكن أن يُعرّض المجتمع والعائلات الزغرتاوية للخطر، إلى الجهات الأمنية والقضائية المختصة لاتخاذ الاجراءات اللازمة بحقه.

ومنذ ذلك التاريخ، لم يُسجّل أي حادث أمني يرتبط بالخلافات العائلية التي تؤدي مثلاً إلى الأخذ بالثأر، أو جرّ العائلات المعنية إلى التصادم في ما بينها، الأمر الذي كان يؤدي أحياناً كثيرة إلى سقوط أبرياء.

ذلك لا يعني أن هناك اختلافات بوجهات النظر السياسية الحادة، في فترات عديدة. ولكن السياسة شيء، وأمن البلدة بات فوق كل اعتبار. وفي بعض الظروف، حاولت بعض الأحزاب المسيحية المركزية اللعب على تلك الغرائز، لشدّ المتنافسين إلى حلبة الصراع الفعلي، ولكن محاولاتها كانت تبوء بالفشل الذريع.

ومنذ بضعة أشهر، بدأت بعض وسائل الإعلام تتحدث عن نقل معركة رئاسة الجمهورية إلى داخل بلدتي زغرتا ـ إهدن، مع كل ما في خلفياتها من سيناريوهات “خارجة عن المألوف”، وذلك إثر بدء التداول بأسماء كل من سليمان فرنجية ورئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض والنائب الجديد ميشال الدويهي، في بورصة الترشيحات الرئاسية. واتخذ المشهد وتيرة أعلى، بعد انعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب في 29 أيلول الماضي ونيل معوض 36 صوتاً معظمها من حزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب”، فيما سُجل اقتراع 63 نائباً بورقة بيضاء فَسّر البعض أن معظمها كانت ستصب في خانة فرنجية، لأن معظم المقترعين بها هم من الفريق المتحالف مع فرنجية.

لكن التصريحات الاعلامية التي صدرت عن المرشحين الثلاثة، لم تكن بالتوتر الذي يحلم به المتربصون في الداخل والخارج، وإنما جاءت مستوعبة للوقائع، بمعنى أن أي شخص يُتاح له الوصول إلى كرسي بعبدا هو في النتيجة إبن زغرتا ـ إهدن، ويجب احترام رأي المقترعين له والوقوف إلى جانبه، لأنه رئيس جمهورية لبنان، بغض النظر عن أي موقف سياسي. ومن منطلق أن للتأثيرات الخارجية ـ العربية والغربية ـ دوراً واسعاً في رسم شخصية رئيس جمهورية لبنان.

صحيح أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي “تشطح” في مناسبات معينة، ولكن تدخّل القيادات يأتي في الوقت الملائم لاستيعاب المتحمسين في هذا الجانب أو ذاك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى