أبرز الأخبار

جعجع يُبطل فعالية 180 ألف صوت مسيحي!

“ليبانون ديبايت”

يتوقف المراقب للمشهد السياسي قبيل انتهاء عهد الرئيس ميشال عون ومع انطلاق الجلسات البرلمانية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية عند أدوار الفرقاء الداخليين وبخاصة على الساحة المسيحية حيث يبرز دور التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل كلاعب أساسي ووحيد في ظل غياب الفعالية السياسية لبقية الأطراف وعلى رأسهم القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع.

جعل باسيل (حاز على ما يقارب ال 120 ألف صوت تفضيلي وثاني أكبر كتلة مسيحية) من نفسه ممراً إلزامياً لأي رئيس قادم نتيجة تموضعه السياسي وحنكته في إدارة تحالفاته وخصوماته. فهو الحليف المسيحي الوازن الوحيد عند فريقه السياسي وبالتحديد عند حزب الله وبالتالي لن يفرط هذا الفريق بباسيل الذي عرف مكانه فتدلل ويتدلل اليوم في ملف الرئاسة.

وعلى خلفية موازين اللعبة الداخلية التي تقتضي خروج رئيس الجمهورية من كنف تأييد مسيحي وازن، يدرك باسيل في قرارة نفسه أنه في حال أعطى الضوء الأخضر لسليمان فرنجية فسيؤمن له ما يقارب ال 70 نائباً وبالتالي فرضه رئيساً على الفريق الاخر.

والأمر نفسه ينطبق على قائد الجيش جوزيف عون، حيث أنه في حال مالت رياح باسيل الى اختياره فإنه سيصبح أمر واقع على كافة مكونات المجلس، وبالتالي فرضه حتى على حليفه حزب الله.

وقوة باسيل لا تقتصر فقط على إمكانية ايصال فرنجية أو عون بل تتعداه أيضاً الى أنه يمتلك الورقة الحمراء في جيبه يمكنها رفعها بوجه أي رئيس، ودون موافقته من الصعب أن نرى رئيساً في بعبدا.

وفي المقابل نرى جعجع (حاز على ما يقارب ال 180 الف صوت تفضيلي وأكبر كتلة مسيحية) دون فعالية تذكر، وأسير مواقفه المبدئية التي تقيّد حركته السياسية وتضيّق من مروحة خياراته، بالرغم من أنه مرشح طبيعي بحسب النائب ملحم رياشي.

رشّح جعجع سابقاً قائد الجيش فما كان لهذا الترشيح الا أن عقّد حظوظ عون بالرئاسة على خلفية “النقزة” التي أحدثها عند فريق حزب الله وحلفاءه المتوجس أصلاً من علاقات عون الأميركية ليضاف اليها دعم جعجع ذو الامتدادات الخليجية.

وبعد انطلاق “الماراثون” الرئاسي، وقع اختيار جعجع على “الانتحاري” ميشال معوض فما كان لهذا الترشيح والدعم القواتي أي فعالية تذكر سوى انه أدخل معوض نادي المرشحين الى رئاسة الجمهورية.

ويضاف الى سجل جعجع بعد الانتخابات النيابية اخفاقه في إدارة انتخابات نيابة رئاسة مجلس النواب وأعضاء مكتب المجلس وايضاً في تكليف رئيس جديد للحكومة.

وفي المحصلة، وإن كان قانون الانتخاب النسبي قد أمّن للمسيحيين ايصال 52 نائباً بأصوات مسيحية، الا أن ذلك لا يضمن لهم مشاركة فاعلة في الحياة السياسية، وما التشرذم الذي نشهده على المستوى المسيحي نتيجة جشع وطمع البعض وغياب بكركي وبطريركها عن دورهما الفاعل بحيث تغيب أي حركة فعلية أنما مقتصرة على رفع الصوت إلا أسباباً في هدر حسنات القانون النسبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى