أبرز الأخبار

تعويم السنيورة بـ حصص سعودية!

“ليبانون دييايت” – محمد المدني

يبدو أننا بحاجة لإعادة نشر نتائج الإنتخابات النيابية التي جرت في أيار، لأن بعض المرجعيات السياسية ترفض الإمتثال لخيارات المواطنين اللبنانيين الناخبين، الذين اختاروا ممثليهم في مجلس النواب. ولعلّ الساحة السنّية هي الأكثر جدلاً كونها الطائفة الوحيدة التي باتت من دون رأس، أي من دون زعيمٍ أو قائد.

ليس صحيحاً أن الوضع السنّي في لبنان يزداد سوءًا، بل العكس. أثبتت التجارب القليلة أن الأصوات النيابية السنّية بعددها الأكبر، تتخذ الخيارات نفسها، وهذا ما حصل في انتخابات نائب رئيس مجلس النواب وهيئة مكتب المجلس واللجان، إضافةً إلى تكليف الرئيس نجيب ميقاتي. هذا يؤكد أن معظم النواب السنّة، يسيرون بالإتجاه نفسه عكس كلّ ما يشاع في الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي.


لكن عندما تصرّ مرجعية سياسية كالرئيس فؤاد السنيورة على لعب دورٍ سياسي ما، يصبح المشهد معقّداً قليلاً، فلم يترك السنيورة باباً إلاّ وطرقه، بدءًا من دار الفتوى مروراً بالسفارة السعودية وصولاً إلى بعض النواب السنّة الذين لهم الكلمة الفصل في تحديد هوية “الزعيم الجديد” أو “القائد المُلهم”.

طبعاً، لا يُخفى على أحد أن السنيورة يحظى بدعم ٍ سعودي ممثلاً بالسفير وليد بخاري، الذي يرغب بمساعدة السنيورة على تحقيق طموحه بالعودة إلى واجهة الحياة السياسية. لكن عبثاً يحاول بخاري ودريان، تعويم الحالة “السنيورية” بعد الهزيمة المدوية التي مُني بها الرجل في الإستحقاق الإنتخابي.

ووفق المعطيات، فإن لقاءً سنّياً برعايةٍ سعودية، سيُعقد في دار الفتوى برئاسة المفتي دريان، لكن المفاجأة الكبرى كانت رفض بعض النواب السنّة حضور السنيورة لهذا اللقاء، مع مطالبتهم باقتصار الحضور على الرئيس ميقاتي كونه رئيساً للحكومة ويمثل المركز السنّي الأعلى في البلاد.

وتكشف المعطيات أن السنيورة يريد الإطاحة بميقاتي مع بداية العهد الرئاسي الجديد، وقد بدأ التلميح في مجالسه الخاصة لنيّته دعم السفير نواف سلام المرفوض من العدد الأكبر من الكتل النيابية، لكن السنيورة يسير على قاعدة “خالف تُعرف”.

وبحسب المعلومات، فإن النواب السنّة البالغ عددهم ما بين 13 إلى 15 نائباً سيحافظون على ترابطهم ولقاءاتهم دون أن تكون لهم مرجعية سياسية. وتكشف معلومات “ليبانون ديبايت” أن ما من دورٍ سعودي في لبنان على المستوى السياسي، بل يقتصر هذا الدور على الشأن الاجتماعي. وقد شهدنا قبل مدة مبادرة للسفير بخاري الذي وعد بتوزيع 300 ألف حصة غذائية لم يُسلّم منها سوى 10 آلاف حصة تمّ توزيعها على اتحاد العائلات البيروتية ومؤسسة مخزومي والمقاصد، إضافةً الى جمعيات أخرى تدور في فلك السنيورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى