أبرز الأخبار

حسناً فعل اليوم وائل أبو فاعور

البروفيسور ربيع طوق
كلية العلوم، الجامعة اللبنانية

حسناً فعل اليوم النائب والوزير السابق وائل أبو فاعور عندما ضم صوته الى صوت رئيس الجامعة اللبنانية و اهلها و دق ناقوس الخطر لأجل الجامعة اللبنانية الوطنية،فهل يُعقل أن جامعة الوطن التي تصدح بالعلم والمعرفة ب١٩ كلية و٣ معاهد متخصصة و٧٦ فرعاً أن تصبح على قاب قوسين من الإغلاق القسري لأن الأموال المرصودة لها من دعم وحوافز رهينة الأدراج في مكان ما ويحتجزها القرار السياسي الذي من المفترض أن يعي أهمية وجود كنز مؤلف من حوالي ١٦٥٠ أستاذ متفرغ وملاك و٣٣٢٠ استاذ متعاقد و٢٥٠٠ موظف ومدرب وجميعهم في خدمة الطالب اللبناني الذي يرغب بنهل العلم والمعرفة؟
أليست الجامعة اللبنانية الحاضنة الأولى لأكثر من ٨٠ ألف طالب علم أصبحوا مهددين في متابعة تحصيلهم العلمي لأن ثمة من تعدى على أموال الpcr التي قامت الجامعة بدعم إجرائها وأشرفت بخبرة ومناقبية عالية على تنفيذها عندما كان لبنان في عين المواجهة مع جائحة كورونا ليُكتشف بعد ذلك فقدان تلك الأموال التي تناهز ال٥٠ مليون دولار بين شركتي ميغ والميدل إيست؟
فراتب الموظف يكاد لا يصل إلى مرتبة ال٢٨ دولاراً وراتب الأستاذ الجامعي لا يطال عتبة ال١٥٠ دولاراً،فرغم جائحة كورونا كانت الجامعة اللبنانية في الخط الأول للدفاع الصحي وفي الصف الأول للدفاع العلمي وكل أبحاثها كانت تجريها بفضل جهود اساتذتها وحسن ادارتها دون أية التفاتة من أي مسؤول أو معني في الدولة.
اليوم نسأل السؤال بعد أن فتح الأستاذ وائل أبو فاعور الجرح،كيف ستتخطى الجامعة الأزمة بعد أن تقلصت موازنتها من ٢٦٥ مليون دولار إلى ١٢ مليون في ظل إنهيار مالي منقطع النظير يمر به الوطن وقد صرّح رئيس الجامعة البروفيسور بسام بدران مراراً، بعد كل الجهود التي بذلها من اجل ايجاد حلول لدعم الجامعة واستمراريتها، بأن الميزانية لا تكفي لشهرين في ظل التعليم الغيابي فكيف بالأحرى إن كان التوجه للتعليم الحضوري.
نطلب اليوم من جميع خريجي الجامعة اللبنانية من نواب ووزراء توجيه الضوء لهذا الخطر الذي يحدق بكينونة الجامعة اللبنانية ويهدد استمراريتها فيما يمعن المسؤولون بإهمالها وحرمانها من أموال الدعم وحقوقها المعنوية والمادية بأموال فحوصات الpcr التي كانت ستكون الرافد الأساسي لصمود الأساتذة الجامعيين وللجامعة التي تحتضن فروعها طالبي العلى في العلم بالإضافة إلى الأموال المرصودة لها والعالقة بين سندان المهملين ومطرقة من يريد تدمير التعليم الجامعي الوطني.
ما نعرضه اليوم هو نداء استغاثة أخير نضم به صوتنا مع صوت طلابنا واهاليهم ونحن مقبلون على عام دراسي جامعي جديد قد لا يبدأ إن استمر هذا الإزدراء المتعمد والإهمال بحق الجامعة اللبنانية والمطلوب أيضاً اليوم وليس غداً تعزيز الموازنة ورفد ميزانية الجامعة بمقومات الصمود لكل من ينضوي في كنفها كي لا نفقد الأدمغة في هجرة أمر واقع وكي يبقى لبنان جامعة الشرق وفي الختام تحية إجلال وإكبار لكل الأساتذة الجامعيين والموظفين والكوادر لقتالهم المستبسل لأجل الشباب اللبناني وطلاب العلم عسى أن يُسمع هذا النداء قبل فوات الآوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى