أبرز الأخبار

عطلة سياسية الى ما بعد تشرين ولكن… ماذا بعدها؟

لم يكن الكلام الذي صدر عن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يوم الإستشارات الملزمة سوى تلميحاً أنه “مش حرزانة”، وكأن هناك قراراً متَخذاً بعدم تشكيل حكومة نهاية العهد وكل “الأخد والعطا” ليس سوى من باب تمرير الوقت وإلهاء اللبنانيين.

تمّت الإستحقاقات الدستورية بموعدها، من انتخابات نيابية الى انتخاب رئيس ونائب رئيس مجلس النواب واللجان الى تسمية الرئيس المكلّف، ومنذ ذلك اليوم بدأنا نعيش مرحلة الوقت الضائع في بلد يعيش طلاق بكامل مكوّناته بين الدولة والشعب، دولة أجهزتها وقطاعاتها الحيوية مشلولة ومطفأة لا مرافئ ولا مرافق، لا وزارات تعمل لا قضاء ولا محاكم، لا كهرباء ولا قمح، لا مال ولا مصارف، مخافر فارغة من العناصر والأجهزة الأمنية المتبقية تعمل بالحد الأدنى، ولن يكون هناك لا أموال من صندوق النقد ولا من البنك الدولي ولا نفط ولا غاز.

بين مَن سرق الدولة أيام العزّ ويتنعّم بالمغانم وبين مَن يعيش الفقر المدقع براتب لم يعد يغطي فاتورة الهاتف، وبين مَن يعيش من خلال أعماله الخاصة التي تكافح للإستمرارعلى قيد الحياة، بدأ المواطن اللبناني يتأقلم مع الوضع المعيشي المفروض عليه وكطائرالفينيق يقوم من تحت الرماد متمرداً على ذاته وعلى دولته قائلاً لها: إبقِ في غيبوبتك وحدك، أمّا انا فسأعيش خارج رعايتك التي لم تكن يوماً سوى راعية لأمرائها وطموحاتهم وأطماعهم.

لما نريد الدولة؟ وما الفائدة من وجودها بعد؟ لم نرَ يوماً منها سوى المصائب والديون والإفلاس والمغانم والحصص والمكاسب لأزلامها، مشاريع قوانين مدفونة في الأدراج وقوانين لا تُنفذ، وهي التي لم تبادر يوماً وحتى لم تقف الى جانب المبادرات الفردية لا بل كانت المعرقلة لها، وهي ايضاً التي رفضت المبادرات الدولية ما لم تدرّ أموالاً الى داخل جيوب حكّامها بحجة المسّ بالسيادة وبتقييد صلاحيات الوزير والعروض الدولية التي رفضت لإنتاج الطاقة أكبر دليل على ذلك.

لما الخوف من عدم تشكيل حكومة أو من فراغ رئاسي اّتٍ؟ ألم يكن الفراغ السابق أفضل من تعبئته؟ ألم تكن حكومة تمام سلام المستقيلة أفضل من حكومة العهد الأولى والثانية؟ وكما يقول المثل “بروح الشبعان وبيجي الجوعان” حكومات تأمّلنا منها انتشال البلد من الوضع الإقتصادي والسياسي المهترئ فما كان منها الى ان قسّمت ما تبقى من مدّخرات على بعضها البعض وعيّنت أزلامها في المراكز الادارية الهامة، أمّا حكومة حسان دياب التي حقّقت 97% من انجازاتها بهدر أكثر من عشرين مليار دولار في وقت قياسي؟

يرفضون الفدرالية بحجة التقسيم ويرفضون اللامركزية الإدارية للحفاظ على مركزية القرار والانفاق والبلد يتّجه الى المركزية الفردية والى التعاون مع الجمعيات والمنظمات غير الحكومية، فلكل فرد إدارته بتنظيم حياته اليومية وتأمين ما يلزمه من خدمات بطرق بديلة وخارج نطاق الدولة، طبعاً نطمح ككل شعوب العالم ان يكون لدينا دولة ترعى مصالحنا وتؤمن له كل خدمات العيش الكريم لكن الى أن يأخذ عزرائيل حكام هذا البلد الى جواره! هذا قدرنا وهذا ما نقوم به لنعيش ونستمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى