أبرز الأخبار

تفجير الشارع عشيّة الإنتخابات الرئاسيّة

نبيه البرجي – الديار

أي يد غليظة، أي عصا غليظة، دعت قيادات سياسية ودينية الى الاعداد لتفجير الشارع منعاً لوصول أي مرشح مقرب من حزب الله، بالتالي من دمشق وطهران (وربما من بكين أيضاً)، الى القصر الجمهوري؟

معلومات موثوقة حول الأموال التي بدأت بالدخول، وبمنتهى السخاء في البازار، يواكبها التنسيق مع القيادات اياها لبرمجة التظاهرات (في المكان والزمان)، ولتحديد الطرقات التي ينبغي قطعها، بما فيها الطريق الى ساحة النجمة، دون استبعاد افتعال صدامات دموية، لنقل عدوى الاصطفاف الى مؤسسات حساسة يفترض أن تبقى بمنأى عن أي لوثة سياسية أو طائفية…

أكثر من أن يكون عصياناً. فوضى عاصفة في مختلف الشوارع، وفي مختلف المناطق، على أن يتزامن ذلك مع اشعال السوق السوداء، ودفع الليرة نزولاً الى مستويات قياسية. هذا في حين تتقاطع طروحات خارجية (بظلال “اسرائيلية”) وطروحات داخلية للحيلولة دون انتخاب رئيس للجمهورية، ودخول البلاد في حالة هائلة من الفراغ الرئاسي، والفراغ الحكومي، الى درجة سقوط الدولة بالكامل تمهيداً لاعادة تركيبها بمفاهيم أو بصيغ دستورية وفلسفية، تنهي الأسس التي قام عليها لبنان، لا سيما… الوحدة داخل أسوأ بكثير من عرقنة لبنان، وحيث لا أحد يمكنه التكهن بما ينتظر بلاد الرافدين، بوجود أطياف سياسية موغلة في الفساد،وفي التبعية، وفي تكريس التصدع كسبيل لانفجار يودي بالدولة العراقية (أي دولة ؟). على الأقل يعيدها الى ما قبل خطة ونستون تشرشل توحيد مرجعية النفط بدمج ولايات بغداد والبصرة والموصل.

المعلومات تشير أيضاً الى أن هناك جهات عربية وأوروبية، باتت على بينّة مما يعدّ وراء الجدران حول مآل الدولة اللبنانية . صوملة لبنان أم تحويله الى ليبيا أخرى، أي أن يبقى على كومة الحطب، ضائعاً بين رقصة الطوائف ورقصة القبائل، ناهيك عن رقصة القناصل؟

الجهات اياها تحاول استباق الكارثة بخطوات ما، من خلال تهدئة الصراعات الاقليمية (الصراعات المجنونة) التي قد يزداد أوارها (وجنونها) اذا ما أخذنا بالاعتبار ما وراء التراجيديا الأوكرانية، وحيث الصراع على شكل النظام الدولي البديل الذي، في اطاره،يندرج سيناريو الخرائط في الشرق الأوسط…

أكثر من محاولة لاعادة احياء المفاوضات حول الاتفاق النووي، بعدما بدا أن الوضع في المنطقة يقترب أكثر فاكثر من حد السكين، مع ما لذلك من انعكاسات مروعة على امدادات الطاقة، وأيضاً على اعادة ضبط الايقاع في المعادلات وفي العلاقات الدولية.

ومحاولة عراقية (وتصوروا…) لبلورة دينامية تفاوضية أكثر فاعلية في اذابة الجليد ـ ولعله جبل النار ـ بين الرياض وطهران، بعدما بدا أن كل التصريحات والبيانات التي صدرت عن مصطفى الكاظمي، وعن آخرين، كانت أقرب الى ذر الرماد في العيون. كلنا لاحظنا استمرار الحملات والسياسات التي تقوم على تأجيج الكراهيات، كما تأجيج احتمالات الصدام.

لكن الوقت اللبناني يضيق، والضائقة اللبنانية تتسع. لطالما تحدثنا عن “ثقافة التفاهة” التي أصبحت جزءاً من التركيبة “الايديولوجية” للكثير من الشخصيات والقيادات السياسية، وحتى الأكاديمية والفكرية. البلد مهدد حتى بالاندثار، وهذه الشخصيات والقيادات، كما لو أنها على سطح المريخ. مرة أخرى صراع الحقائب، وصراع المقاعد فقط للبقاء. هذه المرة ليس فوق ظهورنا بل … قوق قبورنا!

حديث عن لعبة المال (وبالمليارات) التي يمكن أن تفضي الى ابتداع أكثرية تتيح الاتيان برئيس للجمهورية يقلب المشهد السياسي رأساً على عقب، مع التخوف من أن المليارات اياها (المليارات الغبية) التي دمرت سوريا لا بد أن تدمر لبنان.

مثلما يضيع العراق بيد العراقيين، يضيع لبنان بيد اللبنانيين ما دمنا قد وضعنا على الخارطة التوراتية. “اسرائيل” نقطة الاستقطاب اقليمياً ودولياً وعلى المستويات كافة. ماذا أعدت للبنان، هي الضالعة (والضليعة) في لعبة الأمم، الضالعة (والضليعة) في لعبة القبائل…؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى