أخبار محلية

.. جعجع كان من أشد المسوّقين والمتحمّسين لانكفاء الحريري

فمن له مصلحة بإشعال الوضع الأمني في طرابلس ذات الثقل السني، على مسافة أسبوعين من انطلاق العملية الانتخابية؟ وهل أن جريمة القتل والاشتباكات في طرابلس مخطط لها لتحقيق أهداف انتخابية وسياسية، لشد العصب الطائفي وحرف أنظار الرأي العام الطرابلسي عن فداحة مشهد “الافطار الرمضاني” في معراب، واحتواء الغضب السني على تدخل “القوات اللبنانية” في الساحة الطرابلسية والسنية عموماً؟ أم لإشاحة الأضواء عن مأساة غرق الزورق؟ وهل ما يجري من أحداث في طرابلس هو حلقة في مسلسل من الأحداث سيتوالى فصوله كلما اقتربنا من موعد الانتخابات، لتحضير الساحة للانفجار الأمني الكبير لتطيير الاستحقاق الانتخابي؟

ما يُثير الانتباه، هو محاولة الاقتحام “القواتية” للساحة الطرابلسية خصوصًا والسنية عموماً، بعدما مهّد السفير السعودي بجولته على المدينة لهذا الاقتحام.. فلطالما كانت طرابلس تحت مرمى عين رئيس “القوات” سمير جعجع وأهدافه.

تقول مصادر مواكبة لكواليس مسار إقصاء الرئيس سعد الحريري عن الحياة السياسية والانتخابية، إن جعجع كان من أشد المسوّقين والمتحمّسين لانكفاء الحريري، وكان قد أرسل للسعوديين أكثر من رسالة يدعوهم خلالها لإبعاد الحريري قبل الانتخابات النيابية، كبوابة لتغيير المشهد النيابي والمعادلة السياسية في البلد لصالح الفريق الأميركي – السعودي في لبنان.

تقوم نطرية جعجع على أن الحريري شكل رافعة لعهد رئيس الجمهورية ميشال عون و”التيار الوطني الحر”، و”مظلة سنية” لـ”حزب الله” وسلاحه ودوره الاقليمي في سوريا والعراق وفلسطين واليمن (الساحات التي تؤلم السعودية)، عدا عن دوره في الصراع مع “إسرائيل” ودعمه المطلق للقضية الفلسطينية، لذلك يجب إسقاط “السيبة” التي تستند إليها التسوية الرئاسية، وهذا يتطلب إسقاط أحد أركانها، فكانت الركيزة الأضعف هي الحريري، وذلك لكسر احتكار المستقبل و”الحريرية” للساحة السنية وبالتالي تشريعها أمام تيارات وقوى أخرى معارضة لـ”حزب الله” وخياراته، ومستعدة للانخراط المباشر في المواجهة معه.. لذلك، ومنذ انكفاء الحريري في شباط الماضي، بدأ جعجع يعد العدة للتوغل في الساحات ذات الثقل السني، في طرابلس وعكار والضنية والمنية وزحلة، فضلاً عن سعيه لكسب الأصوات السنية في الكورة والبترون وزغرتا، كون للسنة ناخبين في هذه الدوائر ولا يوجد مرشحين.

أما اللافت، فهو تجرؤ جعجع للمرة الأولى على إعلان مرشح “قواتي” في طرابلس على للائحة المدعومة من اللواء أشرف ريفي، ثم باستضافة أعضاء اللائحة في معراب والإعلان عنها مجدداً، ما أوحى بأنه اللئحة كلها هي لائحة “القوات” وأن ريفي هو أحد أعضائها، ما تسبب بإحراج للواء ريفي الذي لم يحضر مهرجان معراب، لكنه وبضغط سعودي عاد وحضر الافطار الذي أقامه جعجع على شرف السفير السعودي في معراب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى