أخبار محلية

مواجهة “خاصة” بين “قوات سعادة” و”كتائب حرب” في البترون!

/ مرسال الترس /

قد تأتي الرياح الساخنة على مرشحي “القوات اللبنانية”، وبخاصة في قضائي البترون والكورة ـ الدائرة الثالثة في الشمال، من حيث لا تتوقع أو من حيث لن تقدر.

استأثر حزب “القوات اللبنانية” بأحد مقعدي قضاء البترون المارونيين منذ العام 2005، ولم يكن في حساباته يوماً أنه قد يخسر هذا “الكنز” الذي خطفه من ملهمه حزب “الكتائب”، لا بل إقصائه عن هذا الموقع الذي حجزه لعشرين سنة بإسم جورج سعادة، والذي أتيحت له الفرصة أن يصبح رئيساً للحزب العام 1986، قُبيل مغادرة زعيمه التقليدي رئيس الجمهورية السابق ونجل مؤسس الحزب أمين بيار الجميل بشكل غير طوعي الأراضي اللبنانية، إثر انتهاء فترة ولايته الرئاسية في العام 1988.

لكن حسابات الصوت التفضيلي في القانون النسبي المعتمد في لبنان، تجعل “الرفاق” في الحزب الواحد لا يأمنون إدارة الظهر لبعضهم البعض، لأن ما يفيد في هذا القضاء قد يضر في القضاء الموازي. ولذلك، عندما تقدم المرشح في قضاء البترون العام 2018، النائب الحالي فادي سعد، بأصواته على زميله في الحزب فادي كرم في قضاء الكورة، أبعده بصورة طبيعية، لأن الحزب حينها حقق ثلاثة حواصل، فكان له إثنان في قضاء بشري: ستريدا جعجع وجوزيف إسحاق، والثالث في البترون. مع العلم أن كرم كان قد سجّل الرقم الأعلى في قضائه وهو 7822 صوتاً تفضيلياً.

كثيرون اعتقدوا في العام 2018، لدى صدور نتائج الانتخابات النسبية مع الصوت التفضيلي، أن مسيرة “الشيخ” بطرس حرب النيابية، وربما السياسية، قد طويت، وإلى أمد طويل، وبخاصة أن جبران باسيل، رئيس “التيار الوطني الحر” وصهر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي وصل قبل سنتين إلى الحكم، قد حقّق حلمه بالفوز بأحد مقعدي البترون، بعد ثلاث دورات فاشلة وفق النظام الأكثري. جاء ذلك على حساب بطرس حرب المخضرم في النيابة والوزارة منذ العام 1972، (أربعة عقود ونصف بشكل شبه متواصل)، باستثناء مقاطعته الانتخابات في العام 1992، ثم عودته في العام 1996.

في زمن قوى الرابع عشر من آذار بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، تربع بطرس حرب وأنطوان زهرة (حزب القوات) على مقعدي البترون المارونيين ممتطين القانون الأكثري، ومقفلين طريق وصول باسيل، أو سواه ممن كان لهم صولات وجولات في هذا القضاء.

قُبيل انتخابات العام 2022، تشير العديد من الاحصاءات الانتخابية، إلى أن فرصة فريدة قد تُتاح لمجد بطرس حرب أن ينتقم في هذه الدورة، ليس لوالده فقط، وإنما أيضاً لحزب “الكتائب” الذي تبنى ترشيحه وتخلى بشكل غير مسبوق عن أحد منتسبيه العريقين النائب السابق سامر جورج سعادة الذي اختار الذهاب باتجاه حزب “القوات” مع من يمثّل، نكاية بـ”الكتائب”!

هذه الإحصاءات بشأن مجد لم تأت من عدم، لاسيما بعد تحالفه مع رئيس حركة “الاستقلال” النائب المستقيل ميشال معوض وبعض قوى المجتمع المدني، وبدعم “ديبلوماسي” ظاهر ومستتر، على خلفية انهم سيستطيعون تحقيق حاصل مع كسر عالٍ وربما حاصلين. فبطرس حرب حصل في العام 2018 على 6155 صوت تفضيلي، في حين ان المقدّر لمجد هو أن ينال نحو سبعة آلاف صوت، لأن ما خسره من جهة والده عندما ابتعد عن تيار “المردة” سيحصّله هو من خلال “كتائب” سامي الجميّل.

معظم الاحصاءات تعطي حزب “القوات” ثلاثة حواصل وبعض الكسر. وإذا لم تتحقّق آماله كما تقول حساباته بأنه مرتاح على أربعة حواصل، فهذا يعني أن حصول “الكتائبي الجديد” مجد حرب على اللوحة الزرقاء، يصبح ممكناً جداً.

بذلك، يكون بطرس قد حقق، من خلال ابنه البكر ما عجز عن الاحتفاظ به، وبخاصة إذا تقدم فادي كرم على مرشح “القوات” في البترون غياث يزبك ولم تستطع “القوات” تحقيق اربعة حواصل كما تتوقع وتروج!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى