أخبار محلية

خيار “حزب الله” الحقيقي لقصر بعبدا

علي حمادة – النهار

إذا لم يجرِ تطيير #الانتخابات النيابية فإن “#حزب الله” سيخوضها بهدف تأمين أكثرية مريحة في المجلس النيابي المقبل. هدف الذراع الإيرانية في لبنان تجاوز رقم الأربعة والسبعين نائبا الذين كان قاسم سليماني يتغنى بكونه يسيطر عليهم، وربما كان الهدف الاسمى انتزاع غالبية الثلثين مع حلفائه بما يؤمّن له قدرة على إحداث تغييرات جوهرية في النظام والمؤسسات بوسائل دستورية. لذلك يخوض “حزب الله” المعركة الانتخابية بعقلية الغائية تخوينية واضحة المعالم شعارها ان منافسيه “عملاء لاميركا وإسرائيل”.

طبعا لم تتغير طبيعة “حزب الله”، فقد قامت على الإلغاء، والقتل، والاغتيال، والغزو بمواجهة جميع القوى والفئات التي وقفت بوجهه. هذه المرة ستجري الانتخابات بالنسبة الى الحزب العقائدي المدجج بالسلاح غير الشرعي من اجل انهاء عملية الاستيلاء على البقية الباقية من لبنان، تحت ستار انتخابات نيابية يحاول من خلالها المحافظة على ورقة التمثيل الكامل في بيئته، ويتوسع في اختراق البيئات الأخرى عبر حلفائه المعلنين او المستترين، او حتى خصومه المعلنين، لكن الحمقى هم الذين قد لا يدركون انهم يلعبون لعبته. يريد “حزب الله” الإمساك وحده بورقة اختيار رئيس جديد للجمهورية. ويقيننا انه يميل الى الرهان مرة جديدة على الرئيس ميشال عون وبطانته. بمعنى آخر يميل “حزب الله” الى تفضيل عون او وريثه المعلن كون الفريق الذي يقوده رئيس الجمهورية قدم له ما لم يقدمه أي فريق آخر للحزب المذكور، وهو الوحيد القادر على اكمال مهمة تسليم لبنان في مقابل فتات المائدة، عنينا مكاسب سلطوية ومادية في بلد مهترئ اقتصاديا، ومتحلل مؤسساتيا. وحده عون يذهب من اجل نفسه الى حيث لا يذهب الآخرون. وهو يمتلك ورقة لا يمتلكها منافسوه في السباق الرئاسي، وهي انه بالرغم من كل ما اقترفه يبقى على رأس زعامة مسيحية وازنة لا يمكن تجاهل امتداداتها على الخريطة اللبنانية. يحتاج “حزب الله” الى تواطؤ زعامة مسيحية من وزن عون. وحدها قوة الدكتور سمير جعجع توازيه، لكن الأخير مصنف عدوا. يبقى في صفوف الاحتياط سليمان فرنجية المرشح الدائم الذي نعتقد انه سيبقى دائما من دون ان يسكن قصر بعبدا في يوم من الأيام، لا لنقص في “ميزاته” كجزء اصيل من “الممانعة” المحلية والإقليمية، بل لان حاجة ذراع ايران اكبر لوزن زعامة ميشال عون من حاجتها لزعامة وقوة تمثيل فرنجية. صحيح ان البعض ممن يصنفون سياديين سيخوضون معركة إيصال فرنجية لقطع الطريق على باسيل او التمديد لعون، بحجة ان زعيم زغرتا “افضل” في أسلوب التعامل مع الشركاء من عون. لكن المفارقة ان حماسة البعض السيادي لترجيح كفة فرنجية على عون وخليفته قد لا تفلح في ثني “حزب الله” عن مواصلة الرهان على الحالة العونية لتسهيل مشروع تغيير طبيعة لبنان، ونظامه تمهيدا لتحويل لبنان كله الى محمية إيرانية. فالبعض سيتوسل “حزب الله” خلف الكواليس لاختيار فرنجية، وهو حليف اصيل لـ”حزب الله” لا يتزحزح من موقعه مهما صار. انما سيبقى عون، اصيلا او بالوراثة، خيارا اول، لا سيما ان الأخير لن يتورع عن فعل أي شيء من اجل البقاء في بعبدا بأي ثمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى