أبرز الأخباربأقلامهم

اللبناني الخائن…هذا ما نفعله ببعضنا / غابي أيوب

غابي أيوب

خاص المرصد اونلاين

انتشرت ظاهرة السب والشتم في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع في الآونة الأخيرة، فأصبحت مرتعا لذوي النفوس الضعيفة ووعاء لتفريغ عقدهم وضغوطاتهم النفسية غير آبهين بما سيترتب عن ذلك لمن يقصدونه بكلامهم، فترى لماذا أصبح هذا الكم الهائل من الحقد والكره العلني يطغى على التعليقات والمنشورات العمومية؟ لعل كل هذا وذاك راجع إلى الحرية المطلقة التي تحس بها هذه الفئة وهم وراء شاشاتهم بلا رقيب أو حسيب، وأيضا اعتقادهم بأن العالم الافتراضي يمتعهم بحرية تعبير غير مشروطة؛ فيمنحون أنفسهم الحق بقول كل ما يحلو لهم دون التزام وأدب أو تقدير لشعور من يوجهون له الكلام ربما يعتقدون انهم بهذه الطريقة يخدمون زعيمهم غير ابهين بما يحمله من ضرر وحقد فيما بينهم.

ازدهرت ثقافة التخوين والاتهام بالعمالة في السنوات الأخيرة في لبنان، وصارت بمثابة وصفة جاهزة تُلصق بكل من يدلي برأي مغاير للتوجه السائد الذي لا يُبنى وفق مندرجات المنطق السياسي بالضرورة، إنما وفق موازين القوى الغالبة التي تتحكم بخيوط اللعبة ومسار الأحداث ونتائجها المباشرة وغير المباشرة.

لا نخوض حربا مع عدو فقط، هناك حرب نعيشها في الداخل ايضا” على الرغم من مشاهد التضامن الانساني .

ارتفع في الاسابيع الاخيرة منسوب خطاب التخوين بشكل غير مسبق، من ليس معي هو خائن وعميل التهمة حاضرة لهذا الفريق: ايراني، والتهمة حاضرة للفريق الاخر : صهيوني .

الاختلاف في الرأي بات عمالة وخيانة في بلد كان يفتخر بأنه بلد التنوع، لعل خطاب التخوين يعادل في سوئهما تفعله اسرائيل فينا .

باروميتر الاتهام بالتخوين والعمالة، يعلو وينخفض بحسب حاجات التعمية على ما يجري في الخفاء. هدفه الدائم تخوين ومحاربة كل رأي مخالف للاخر.

فحملة الشائعات حول العمالة والتجسس، كما وصّفها أحدهم: “كل شيعي معارض متهم بالعمالة، وكل سني معارض متهم بالداعشية، وكل مسيحي منتفض عميل لإسرائيل..”. على غرار لائحة عملاء السفارات التي صُفّي منها لقمان سليم.

نعيش هذه المخلفات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com