أخبار محلية

مرشح وحيد ينافس ميقاتي على رئاسة الحكومة المقبلة

بولا أسطيح

لم يكن حزب الله يرحب كثيرا بعودة نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة الحالية. فتجربته معه في هذا الموقع الذي كان مساهما أول في وصوله اليه بين الاعوام ٢٠١١ و٢٠١٣ لم تكن مشجعة جدا كما تؤكد اوساط الحزب. لكن قرار سعد الحريري الاستسلام لعدم قدرته تشكيل حكومة مؤخرا في ظل الضغوط والتحديات الداخلية والخارجية التي باتت تستهدفه ب”الشخصي” ما مهد لقراره تجميد عمله السياسي، كان بمثابة حلم لميقاتي ما لبث ان تحول واقعا. كيف لا وهو المدرك تماما ان لا احد ينافسه كبديل عن الحريري خاصة بعد فشل تجربة حسان دياب كرئيس حكومة تكنوقراط، لاسباب شتى وبخاصة افتقاده الدعم السني، كما انعدام حظوظ فؤاد السنيورة وتردد تمام سلام. رغم علمه بحراجة المرحلة وطابعها الاستثنائي جدا لم يجد التردد مكانا في خيارات ميقاتي، فبعد اتفاق ما كان يُعرف ب”نادي رؤساء الحكومات” على تسميته لخلافة الحريري وافق على الفور، متكئا حصرا على دعم فرنسي وضوء اخضر اميركي اما البرودة الخليجية والانكفاء السعودي لم يعنيا له كثيرا رغم علمه بأن غياب المظلة السنية الخارجية الرئيسية المتمثلة بالرياض ستصعب مهمته ان لم نقل تعرقلها الى حد بعيد، وهذا ما أثبتته التجربة بعد نحو ٧ اشهر على تشكيل حكومته.

اليوم يعتقد ميقاتي انه اقترب اكثر من اي وقت مضى من عودة الخليج الى لبنان. بالرغم مما قد يسعى لتظهيره على انه لاعب اساسي في ضمان هذه العودة، يدرك في قرارة نفسه الا حول له ولا قوة في هذا الملف وان السبب الرئيسي وراء تغير الموقف الخليجي خلط كبير للاوراق يحصل ليس فقط على المستوى الاقليمي انما الدولي وبشكل اساسي.
يتقن الزعيم الطرابلسي الذي تفوق بأرقامه على الحريري في مسقط رأسه طرابلس في انتخابات ٢٠١٨، تدوير الزوايا وسياسة تبويس اللحى، فنجاحه كرجل اعمال بتبوؤ مقعدا متقدما بين أثرياء العالم، يحاول استثماره سياسيا. وبعد ان كانت زعامة الحريري الممتدة على المستوى الوطني العقبة الرئيسية بوجه، يشعر اليوم انه اصبح محرر اليدين اكثر من اي وقت مضى. فلا هو مرشح حزب الله لرئاسة الحكومة كما تم وصفه عام ٢٠١١ ما استدعى معاداته من قبل الاكثرية السنية، ولا هو طارىء على المشهد السياسي والسني بشكل عام كما كان حسان دياب. هو يحاول ان يثبت انه “الرجل المناسب في المكان المناسب وفي التوقيت المناسب”، ورغم حراجة الوضع يحاول وبدهاء اقصاء منافسيه على رئاسة الحكومة وفرض نفسه مرشحا وحيدا في المدى المنظور.

وتعتبر مصادر مواكبة لحركته ان “ذلك لن يتطلب الكثير من الجهد باعتبار ان منافسيه هم نفسهم اعضاء نادي رؤساء الحكومات السابقين اي الحريري والسنيورة وسلام، وطالما الاول اقصى نفسه وبات من الصعب في مكان ما اقله في السنوات ال٥ المقبلة العودة للعمل السياسي بغياب كتلة نيابية يتكىء عليها كما بانتظار حل مشاكله الشخصية والمالية المتراكمة، فان السنيورة الذي يرفع حزب الله فيتو كبير بوجهه تماما كالذي يرفعه بوجه سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، يدرك ان حظوظه معدومة بالعودة الى السراي خاصة اليوم وبعدما فشل فشلا ذريعا باستلام عباءة تيار “المستقبل” من سعد الحريري”. ويبقى تمام سلام الوحيد القادر على منافسة ميقاتي في حال اراد ذلك باعتبار ان علاقته لا تزال مقبولة بجميع الفرقاء تماما كما هي علاقة رئيس الحكومة الحالي. لكن التردد الذي يبديه سلام والذي ينسجم لا شك مع الموقف السعودي في المرحلة الماضية باعتباره مقربا من المملكة، يجعل اسهم ميقاتي مرتفعة اكثر للعودة الى السراي بعد انتخابات ايار الا اذا قررت الرياض استعادة نشاطها لبنانيا وفرض سلام مرشحا لتولي رئاسة الحكومة في المرحلة المقبلة”. ويدرك الجميع ان اي مرشح يفرضه حزب الله ايا كان شكل البرلمان المقبل وموازين القوى فيه سيكون مصيره كمصير حسان دياب، لذلك لا يبدو الحزب اصلا متحمسا لاستعادة هذه التجربة وهو يصب جهوده على الاحجام داخل الحكومة المقبلة اكثر مما تعنيه شخصية رئيسها وبالتحديد اذا ما كان ميقاتي او سلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى