أخبار محلية

سوريا تُعيد السعودية الى لبنان

الديار: محمد علوش-

قبل ظهور بوادر العودة السعودية الى لبنان الى العلن، وبعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى الإمارات العربية المتحدة منذ أيام، تحدثنا عن وجود قناعة لدى بعض الأوساط الخليجية بأن دمشق، في حال عادت إلى القيام بدور أساسي على مستوى المنطقة، هي الوحيدة القادرة على ضبط التوازنات في الساحة اللبنانية، ومن هنا يمكن قراءة الموقف السعودي الجديد، والموقف الخليجي تجاه لبنان بشكل عام.

بداية، لا بد من الإشارة الى أن العودة السعودية الى لبنان ستكون مترافقة مع عودة خليجية، وقد تكون الكويت السبّاقة في هذا الإطار، بحسب مصادر سياسية، وهي التي حاولت طيلة الأزمة البقاء على مسافة قريبة من لبنان، وحاولت رأب الصدع، وبحسب المعلومات فإن الكويتيين لم يتركوا لبنان بشكل كامل، وبالتالي عودتهم ستكون قريبة، ولو أنها مربوطة بعودة الخليج.

 

هناك من ربط العودة السعودية الى بيروت بملف الانتخابات النيابية، مع العلم أن هذه الانتخابات انتهت قبل أن تبدأ، وغير صحيح أن السعودية تعود لأجل حصد الأكثرية، فلو أرادت المشاركة فيها بفعالية للحصول على الأكثرية لكانت تصرفت بغير ما فعلت، على حد قول المصادر، لذلك فإن العودة السعودية إلى لبنان لا يمكن أن تنفصل بالدرجة الأولى عن التطورات القائمة في الاقليم، لا سيما مع تكريس معادلة الإنفتاح الخليجي على سوريا، الأمر الذي تمثل بالزيارة التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى دولة الإمارات العربية، نظراً إلى أن الرياض تدرك جيداً أن أي إتفاق نووي جديد مع الجمهورية الإسلامية في إيران يعني تعزيز مكانتها على مستوى المنطقة، خصوصاً في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

 

بناء على ما تقدم، وفي ظل المعطيات المقلقة على مستوى نتائج الإنتخابات النيابية المتوقعة، تشير المصادر الى انه كان لا بد من أن تعود الرياض إلى بيروت، من أجل عدم خسارة من تبقى من حلفائها بشكل كامل بعد الانتخابات، وبالتالي العمل على الحد من التداعيات التي من المتوقع أن يتركها غياب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن المشهد، نظراً إلى أن الجميع بات مقتنعاً أن تحالف قوى الثامن من آذار مع «التيار الوطني الحر» سيعود إلى الفوز بالأكثرية النيابية.

 

في هذا الإطار، ترى مصادر الديار أن الممكن أن يكون عن طريق البحث في كيفية إعادة التوازن إلى الساحة المحلية، وهو ما يمكن أن يكون عبر بوابة دمشق تحديداً، بالرغم من أن هذا الأمر يحتاج إلى بعض الوقت، إذ يجب عودة سوريا الى الجامعة العربية أولا ومن ثم ترتيب أولوياتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى