أبرز الأخبار

الشمال 3: الثورة ضعيفة.. باسيل “مزنوق”.. وفرنجية حائر

في دائرة الشّمال الثالثة، الدّائرة الرئاسية، التي تضمّ البترون والكورة وزغرتا وبشرّي، تُظهر المعطيات أنّ الصراع على مقاعدها العشرة سيكون بين خمس لوائح، أيّ بزيادة لائحة عن انتخابات عام 2018.

لائحة “شمالنا”
شهدت هذه الدائرة في 27 شباط الماضي ظهور اللائحة الأولى، وهي لائحة ائتلاف “شمالنا”، الذي يضمّ عدداً من مجموعات قوى التغيير، وذلك إثر انتخابات داخلية لاختيار المرشّحين المعتمدين على قاعدة “من تحت لفوق”.

وقد أثمرت هذه الانتخابات عن فوز ربيع الشاعر وليال بو موسى عن البترون، جهاد فرح وسمعان بشواتي عن الكورة، جيستال سمعان (مرشّحة حزب الكتلة الوطنية) وشادن الضعيف وميشال الدويهي عن زغرتا، وقزحيّا ساسين ورياض طوق عن بشرّي. فباتت اللائحة كاملة تقريباً، ولا ينقصها سوى مرشّح عن أحد المقاعد الأرثوذكسية الثلاثة في الكورة، الذي يبدو أنّه سيبقى شاغراً.

على الرغم من كلّ الإحصاءات التي تتحدّث عن نيل هذه اللائحة حاصلين وربّما أكثر، إلّا أنّ الانتخابات الداخلية للائتلاف تقول غير ذلك. إذ بلغ عدد المقترعين فيها 3,608، وهو عدد ضئيل جدّاً في دائرة يبلغ عدد ناخبيها 257,964، أي أنّ نسبة المشاركين بالكاد بلغت 1.4%، مع أنّ التصويت كان إلكترونيّاً، بالإضافة إلى الحملات الإعلامية المكثّفة التي سبقته، وهو ما يشي بهشاشة وضع قوى التغيير حتى في الدائرة التي قيل الكثير عن تقدّمها فيها.

لائحة حرب – معوّض

حسب المعلومات ستضمّ هذه اللائحة، كلّاً من جواد بولس وإحدى الشخصيّات من آل الدويهي عن زغرتا، وأديب عبد المسيح وإميل بيطار عن الكورة، ومجد بطرس حرب عن البترون، الذي سيكون المرشّح البتروني الوحيد، وهو الذي أدّى التحالف معه إلى انقسام كتائبي يُخشى أنْ تكون له تداعياته على الهدف المعلن لهذا التحالف وهو إسقاط جبران باسيل.

مع أنّ الإحصاءات تُشير إلى احتفاظ باسيل بمقعده، إلّا أنّ هذا التحالف يعوّل كثيراً على أصوات المغتربين، وعلى تركيز الحملة الانتخابية على إسقاط باسيل كهدف جاذب للأصوات.

لائحة فرنجيّة

أمّا لائحة المردة التي سيشكّلها النائب طوني فرنجية فستضمّ النائب إسطفان الدويهي عن زغرتا، ولا تزال المباحثات جارية حول الاسم الزغرتاوي الثالث. وقد كان لافتاً طرح الوزير سليمان فرنجية، في إطلالاته الإعلامية الأخيرة، اسم المهندس زياد المكاري خلفاً لوزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي، بعدما كان رافضاً لتسمية بديل عنه، وهو ما برّره فرنجية باحتمال استمرار هذه الحكومة لأجَل طويل غامزاً من قناة الشغور الرئاسي. وقد تمّ تعيين مكاري في جلسة مجلس الوزراء أمس وزيراً للإعلام.

وتواجه لائحة فرنجية مشكلة عدم ترشيح النائب السابق سليم كرم، وعدم وجود أيّ مرشّح من عائلة كرم، إحدى عائلات زغرتا الأربع الكبرى، وسط اتّهامات يوجّهها كرم إلى فرنجية بالتخلّي عنه وطعنه بالظهر. إذ يبدو أنّ عدد الأصوات المنخفض الذي حصل عليه الأخير في انتخابات عام 2018 هو السبب في استبعاده من لائحة فرنجية (1,590 صوتاً).

إلى ذلك، سيكون النائب سليم سعادة مرشّح الوفاق القومي عن الكورة، وإلى جانبه سيكون فادي غصن شقيق النائب الراحل فايز غصن، ويبقى هناك مقعد شاغر عن الكورة تدور حوله المفاوضات. وعن البترون تشير المعلومات المتداولة إلى ترشيح جوزيف نجم عن أحد المقعدين المارونيّين، وتبقى المعضلة الكبرى في قضاء بشرّي.

الكلّ يريد ويليام طوق

ملحم طوق الشهير بويليام، الذي سبق له الترشّح عام 2018 ضمن لائحة فرنجية وحصل وقتها على 4,649 صوتاً، وهو رقم لافت جدّاً في منطقة تُعدّ عرين القوات اللبنانية، اقتصر الفارق بينه وبين مرشّح القوات جوزيف إسحاق، الذي فاز بمقعد بشرّي الثاني، على 1,341 صوتاً فقط. لذلك فقد تحوّل طوق إلى هدف للجميع يتسابقون على التحالف معه، ما عدا القوات. وقد انهالت عليه العروض الانتخابية من التيّار العوني بشكل رئيسي، وكذلك من تحالف معوّض – حرب، حتى قيل إنّ “شمالنا” حاول التواصل معه قبل انتخاباته الداخلية.

بالإضافة إلى التيّار العوني دخل حزب الله على خطّ المفاوضات لدعم حليفه، وضغط على طوق بهدف الانضمام إلى لائحة باسيل ودعمه انتخابياً، الأمر الذي أغضب الوزير فرنجية ودفعه إلى التلويح بالتحالف مع القوات.

لائحة القوّات

حتّى الآن تضمّ هذه اللائحة النائبين ستريدا جعجع وجوزيف إسحاق عن بشرّي، ويوسف الدويهي (مرشّح حزب الأحرار) عن زغرتا، وفادي كرم عن الكورة، وغيّاث يزبك عن البترون. وتبدو الصورة غامضة بالنسبة إلى باقي الترشيحات.

فهل تُعيد القوات ترشيح نقيب المهندسين السابق ماريوس البعيني في زغرتا الذي حصل عام 2018 على 2,776 صوتاً؟ وهل تكتفي بترشيح يزبك في البترون؟ علماً أنّ القوات دخلت على خطّ الأزمة بين سامر سعادة وسامي الجميّل، وراحت تعمل على استمالة القاعدة الكتائبية المؤيّدة لسعادة انطلاقاً من التاريخ المشترك لكلا الحزبين، والحضور الفاعل ليزبك بين الكتائبيين.

لائحة باسيل

ثمّة العديد من الإشكاليّات التي تُحيط بهذه اللائحة، فحتّى الآن لم يحسم النائب جبران باسيل أمر ترشّحه. تارة يسوّق لترشيح شخصيّات أخرى مكانه، مثلما فعل حين زجّ اسم رئيس اتّحاد بلديّات البترون مارسيلّينو الحرك، رجل البترون القوي، وطوراً تُسرِّب أوساطه أنّه سيترشّح وسيصدم كلّ خصومه بالرقم الذي سيحصل عليه، وأنّه سيهزمهم جميعاً شرّ هزيمة.

توجد أيضاً الإشكاليّة التي أثارها ترشيح فايز كرم، الذي سُجِن سابقاً بتهمة التواصل مع إسرائيل. فقد فجّر ترشيحه موجة غضب كبيرة في أوساط إعلام الممانعة وجمهورها. ناهيك عن تقديم باسيل بهذا الترشيح تمريرة ذهبية لكلّ خصومه كي يصوّبوا عليه انتخابياً، وهو ما قد يحرمه من أصوات هو بأمسّ الحاجة إليها.

فهل يستمرّ باسيل بترشيح كرم أم يناور كعادته للضغط على حزب الله بهدف مقايضة سحب ترشيح كرم بالحصول على عضويّة طوق في لائحته؟

هذا بالإضافة إلى التسريبات العونية التي تُشير إلى ترشيح بيار رفّول عن زغرتا أيضاً، وكان حصل الأخير على 3,749 صوتاً المرّة الماضية بفارق 1,686 صوتاً عن النائب الفائز إسطفان الدويهي. فهل يُغامر باسيل بشرذمة ما بقي من هذا الرصيد البرتقالي في زغرتا بين مرشّحيْ تيّاره، أم يعوّل على الترشيح الشكلي لكرم لاجتذاب أصوات العائلة الغاضبة من فرنجية؟

عدا عن ترشيح النائب جورج عطا الله عن الكورة، لا تزال ملامح اللائحة البرتقالية غامضة نسبيّاً، وسط معلومات متناقضة يتعمّد تسريبها الوزير باسيل، مع أنّ المعلومات تُشير إلى أنّ الدكتور وليد حرب سيكون مرشّحاً على اللائحة البرتقالية، وسيحظى بدعم نقيب المهندسين في الشمال بهاء حرب.

الأصوات السنّيّة التائهة

ثمّة اهتمام كبير من قبل المتنافسين بهذه الدائرة بالصوت السنّيّ لِما يشكّله من ثقل في الميزان الانتخابي، حيث يناهز عدد الناخبين السُنّة 23 ألفاً، اقترع منهم عام 2018 ما يزيد على 10 آلاف.

لذلك يحاول أكثر من طرف الانفتاح على النائب السابق فريد مكاري لِما يمتلكه الأخير من تأثير في الشارع السنّيّ، حتى إنّ البعض طرح ترشيح نجل مكاري نبيل على لائحته، لكنّ مكاري الأب رفض الاقتراح، وذلك من باب الحرص على الالتزام بقرار الرئيس سعد الحريري بالامتناع عن المشاركة في الانتخابات النيابية ترشّحاً واقتراعاً، علماً أنّ فرنجية ومعوّض لديهما حضور قوي في الشارع السنّيّ الزغرتاويّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى