أخبار محلية

جعجع خائف

يقول المحسوبون على “القوات” إنّ الكثير من العوامل والاعتبارات تدفع إلى الاعتقاد بأنّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل “يستغلّ” تقاطعه مع المعارضة من أجل فرض شروطه على “حزب الله”، لا أكثر ولا أقلّ، خصوصًا أنّ كلّ المعطيات تؤكد أنّ “لا قطيعة” بين الجانبين، وأنّ الاتصالات بينهما لا تزال مفتوحة، رغم كل الصخب الإعلامي، وإن كان رفض الحزب للتخلي عن فرنجية لا يزال حائلاً دون التوصّل إلى تفاهم، يعتقد باسيل أنه أكثر من ممكن.

لكن، ما الذي يخشاه  رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من مثل هذا الاتفاق، إن حصل؟ يقول المحسوبون على “القوات” إنّه بكل بساطة، وبمعزل عن الاسم الذي يمكن أن يتفاهم عليه الجانبان، لا يعني سوى “تكريس الأمر الواقع” لولاية رئاسية أخرى، وبالتالي تمديد حالة “الفراغ” بصورة أو بأخرى لستّ سنوات مقبلة، وإطالة أمد “الانهيار” الذي يبحث اللبنانيين عمّن يُخرِجهم منه، لا من يُغرِقهم فيه أكثر، خصوصًا بعد تجربة “العهد القوي” غير المشجّعة.

ويبقى السؤال الأهمّ عمّا إذا كان جعجع يعتقد أن اتفاق “الحزب” و”التيار” كافٍ لإتمام الاستحقاق الرئاسي بمعزل عن المعارضة وتموضعها إزاءه. هنا، يقول المحسوبون على “القوات” إنّ كل السيناريوهات تبقى واردة، خصوصًا أنّ “حزب الله” لا يريد سوى أن يضمن عدم المسّ بسلاحه، ولا يكترث بمواقف خصومه، وإن كانت المعارضة ستعمل بكلّ الوسائل لمنع وصول رئيس من هذا النوع، وبكل الوسائل الدستورية المُتاحة.

لم يحمل كلام جعجع، الخائف من رئيس “خنفشاري” يتّفق عليه “حزب الله” وجبران باسيل جديدًا، فـ”القوات” لم تُخفِ في عزّ “التقاطع” على ترشيح جهاد أزعور، شكوكها بموقف “التيار” وصدق نواياه، وإن أصرّ “العونيّون” على القول إنّهم ذاهبون حتى النهاية في هذا الخيار، الذي كلّفهم الكثير على مستوى “وحدتهم الداخلية”. لكن، بين هذا الموقف وذاك، هل من يضع “مصلحة لبنان” أولاً، بعيدًا عن الانقسامات العمودية؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى